الأنعام ٤٨ - ٥٢
بآياتنا يمسهم العذاب جعل العذاب ماسا كأنه حى يفعل يهم ما يريد من الآلام بما كانوا يفسقون بسبب فسقهم وخروجهم عن طاعة الله تعالى بالكفر قل لا أقول لكم عندى خزائن الله أى قسمه بين الخلق وأرزاقه ومحل ولا أعلم الغيب النصب عطفا على محل عندى خزائن الله لأنه من جملة المقول كأنه قال لا أقول لكم هذا القول ولا هذا القول ولا أقول لكم إنى ملك أى لا أدعى ما يستبعد فى العقول أن يكون لبشر من ملك خزائن الله وعلم الغيب ودعوى الملكية و إنما أدعى ما كان لكثير من البشر وهو النبوة إن اتبع إلا ما يوحى إلى أى ما أخبركم إلا بما أنزل الله على قل هل يستوى الاعمى والبصير مثل للضال والمهتدى أو لمن اتبع ما يوحى إليه ومن لم يتبع أو لمن يدعى المستقيم وهو النبوة والمحال وهو الإلهية أفلا تتفكرون فلا تكونوا ضالين أشباه العميان أو فتعلموا إنى ما ادعيت ما لا يليق بالبشر أو فتعلموا أن اتباع ما يوحى إلى ما لا بد منه وأنذر به بما يوحى الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم هم المسلمون المقرون بالبعث إلا أنهم مفرطون في العمل فينذرهم بما أوحي إليه أو أهل الكتاب لأنهم مقرون بالبعث ليس لهم من دونه ولى ولا شفيع فى موضع الحال من يحشروا أى يخافون أن يحشروا غيرا منصورين ولا مشفوعا لهم لعلهم يتقون يدخلون فى زمرة أهل التقوى ولما أمر النبى عليه السلام بإنذار غير المتقين ليتقوا أمر بعد ذلك بتقريب المتقين ونهى عن طردهم بقوله ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى وأثنى عليهم بأنهم يواصلون دعاء ربهم أى عبادته ويواظبون عليها والمراد بذكر الغداة والعشى الدوام أو معناه يصلون صلاة الصبح والعصر أو الصلوات الخمس بالغدوة شامى ووسمهم بالإخلاص فى عبادتهم بقوله يريدون وجهه فالوجه يعبر به عن ذات الشئ وحقيقته نزلت فى الفقراء بلال وصهيب وعمار وأضرابهم حين قال رؤساء المشركين لو طردت هؤلاء السقاط لجلسناك فقال عليه السلام ما انا بطارد المؤمنين فقالوا اجعل لنا يوما ولهم يوما وطلبوا بذلك كتابا فدعا عليا رضى الله عنه ليكتب فقام الفقراء وجلسوا ناحية فنزلت فرمى عليه الصلاة و السلام بالصحيفة وأتى الفقراء فعانقهم ما عليك