الأنعام ٥٢ - ٥٥
من حسابهم من شيء كقوله إن حسابهم إلا على ربى وما من حسابك عليهم من شيء وذلك أنهم طعنوا فى دينهم واخلاصهم فقال حسباهم عليهم لازم لهم لا يتعداهم اليك كما أن حسابك عليك لا يتعداك اليهم فتطردهم جواب النفى وهو ما عليك من حسابهم فتكون من الظالمين جواب النهى وهو ولا تطرد ويجوز أن يكون عطفا على فتطردهم على وجه التسبيب لأن كونه ظالما مسبب عن طردهم وكذلك فتنا بعضهم ببعض ومثل ذلك الفتن العظيم ابتلينا الأغنياء بالفقراء ليقولوا أى الأغنياء أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أى أنعم الله عليهم بالإيمان ونحن المقدمون والرؤساء وهم الفقراء إنكارا لأن يكون أمثالهم على الحق وممنونا عليهم من بينهم بالخير ونحوه لو كان خيرا ما سبقونا إليه أليس الله بأعلم بالشاكرين بمن يشكر نعمته وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم إما أن يكون أمرا بتبليغ سلام الله اليهم و إما أن يكون أمرا بأن يبدأهم بالسلام إكراما لهم وتطيبا لقلوبهم وكذا قوله كتب ربكم على نفسه الرحمة من جملة ما يقول لهم ليبشرهم بسعة رحمة الله وقبوله التوبة منهم ومعناه وعدكم بالرحمة وعدا مؤكدا أنه الضمير للشأن من عمل منكم سوءا ذنبا بجهالة فى موضع الحال أى عمله وهو جاهل بما يتعلق به من المضرة أو جعل جاهلا لإيثاره المعصية على الطاعة ثم تاب من بعده من بعد السوء أو العمل وأصلح وأخلص توبته فإنه غفور رحيم أنه فانه شامى وعاصم الأول بدل الرحمة والثانى خبر مبتدأ محذوف أى فشأنه أنه غفور رحيم أنه فإنه مدنى الأول بدل الرحمة والثانى مبتدأ أنه فإنه غيرهم على الاستئناف كان الرحمة استفسرت فقيل أنه من عمل منكم وكذلك نفصل الآيات ولتستبين وبالياء حمزة وعلى و أبو بكر سبيل المجرمين بالنصب مدنى غيره بالرفع فرفع السبيل مع التاء والياء لانها تذكر وتؤنث ونصب السبيل مع التاء على خطاب الرسول صلى الله عليه و سلم يقال استبان الأمر وتبين واستبنته وتبيته والمعى ومثل ذلك التفصيل البين نفصل آيات القرآن ونلخصها فى صفة أحوال المجرمين من هو مطبوع على قلبه ومن يرجى إسلامه ولتستوضح سبيلهم فتعامل كلا منهم بما يجب أن يعامل به