الأنعام ٥٩ - ٦٣
واحوالها قيل السقوط وبعد ولا حبة فى ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس عطف على ورقة وداخل فى حكمها وقوله إلا فى كتاب مبين كالتكرير لقوله إلا يعلمها لأن معنى إلا يعلمها ومعنى إلا كتاب مبين واحد وهو علم الله أو اللوح ثم خاطب الكفرة بقوله وهو الذى يتوفاكم بالليل أى يقبض انفسكم عن التصرف بالتمام فى المنام ويعلم ما جرحتم بالنهار كسبتم فيه من الآثام ثم يبعثكم فيه ثم يوقظكم فى النهار أو التقدير ثم يبعثكم فى النهار ويعلم ما جرحتم فيه فقدم الكسب لأنه اهم وليس فيه أنه لا يعلم ما جرحنا بالليل ولا أنه لا يتوفانا بالنهار فدل أن تخصيص الشئ بالذكر لا يدل على نفى ما عداه ليقضى أجل مسمى لتوفى الآجال على الاستكمال ثم إليه مرجعكم رجوعكم بالبعث بعد الموت ثم ينبئكم بما كنتم تعملون فى ليلكم ونهاركم قال بعض أهل الكلام أن لكل حاسة من هذه الحواس روجا تقبض عند النوم ثم ترد اليها إذا ذهب النوم فأما الروح التى تحيا بها النفس فانها لا تقبض إلا عند انقضاء الأجل والمراد بالأرواح المعانى والقوى التى تقوم بالحواس ويكون بها السمع والبصر والأخذ والمثنى والشم ومعنى ثم يبعثكم فيه أى يوقظكم ويرد اليكم أرواح الحواس فيستدل به على منكرى البعث لأنه بالنوم يذهب أرواح هذه الحواس ثم يردها اليها فكذا يحيى الأنفس بعد موتها وهو القاهر فوق عباده يرسل عليكم حفظة ملائكة حافظين لأعمالكم وهم الكرام الكاتبون ليكون ذلك أزجر للعباد عن ارتكاب الفساد إذا تفكروا أن صحائفهم تقرأ على رؤس الاشهاد حتى إذا جاء أحدكم الموت حتى لغاية حفظ الأعمال أى وذلك دأب الملائكة مع المكلف مدة الحياة إلى أن يأتيه الممات توفته رسلنا أى استوفت روحه وهم ملك الموت وأعوانه توفيه واستوفيه بالامالة حمزة رسلنا أبو عمرو وهم لا يفرطون لا يتوانون ولا يؤخرون ثم ردوا إلى الله إلى حكمه وجزائه أى رد المتوفون برد الملائكة مولاهم مالكهم الذى يلى عليهم أمورهم الحق العدل الذى لا يحكم إلا بالحق وهما صفتان لله ألا له الحكم يومئذ لا حكم فيه لغيره وهو أسرع الحاسبين لا يشغله حساب عن حساب يحاسب جميع الخلق فى مقدار حلب شاة وقيل الرد إلى من رباك خير من البقاء مع من آذاك قل من ينجيكم ينجيكم ابن عباس من ظلمات البر والبحر مجاز عن مخاوفهما وأهوالهما أو ظلمات البر الصواعق والبحر