الأنعام ٩٠ - ٩٢
فبهداهم اقتده فاختص هداهم بالاقتداء ولا تقتد إلا بهم وهذا معنى تقديم المفعول والمراد بهداهم طريقتهم فى الإيمان بالله وتوحيده وأصول الدين دون الشرائع فهى مختلفة والهاء فى اقتده للوقف تسقط فى الوصل واستحسن إيثار الوقف لثبات الهاء فى المصحف وبحذفها حمزة وعلى فى الوصل ويختلسها شامى قل لا أسئلكم عليه على الوحى أو على تبليغ الرسالة والدعاء إلى التوحيد أجرا جعلا وفيه دليلا على أن اخذ الأجر على تعليم القرآن ورواية الحديث لا يجوز إن هو إلا ذكرى للعالمين ما القرآن إلا عظة للجن والانس وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء أى ما عرفوه حتى معرفته فى الرحمة على عباده حين أنكروا بعثه الرسل والوحى اليهم وذلك من أعظم رحمته وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين روى أن جماعة من اليهود منهم مالك بن الصيف كانوا يجادلون النبى عليه السلام فقال النبى عليه السلام أليس فى التوراة أن الله يبغض الحبر السمين قال نعم قال فأنت الحبر السمين فغضب وقال ما أنزل الله على بشر من شيء وحق قدره منصوب نصب المصدر قل من أنزل الكتاب الذى جاء به موسى نورا مما فيه نعت رسول الله صلى الله عليه و سلم أى بعضوه وجملوه قراطيس مقطعة وورقات مفرقة ليتمكنوا مماراموا من الابداء والاخفاء بالياء فى الثلاثة معي و أبو عمرو وعلمتم يا أهل الكتاب بالكتاب ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم من امور دينكم ودنياكم قل الله جواب أى انزله الله فانهم لا يقدرون أن يناكروك ثم ١رهم فى خوضهم فى باطلهم الذى يخوضون فيه يلعبون حال من ذرهم أو من خوضهم وهذا كتاب انزلناه على نبينا عليه السلام مباركا كثير المنافع والفوائد مصدق الذى بين يديه من الكتب ولتنذر وبالبياء أبو بكر أى الكتاب وهو معطوف على ما دل عليه صفة الكتاب كأنه قيل أنزلناه للبركات وتصديق ما تقدمه من الكتب ولا نذار أم القرى مكة وسميت أم القرى لانها سرة الأرض وقبلة أهل القرى وأعظمها شأنا و لأن الناس يؤمونها ومن