الأنعام ١٠٣ - ١٠٧
العلم به فهكذا هذا على أن مورد الآية وهو التمدح يوجب ثبوت الرؤية اذ نفى ادراك ما تستحيل رؤيته لا تمدح فيه لأن كل مالايرى لا يدرك وانما التمدح بنفى الإدراك مع تحقيق الرؤية إذ انتفاؤه مع تحقق الرؤية دليل ارتفاع نقيصة التناهى والحدود عن الذات فكانت الآية حجة لنا علهيم ولو أنعموا النظر فيها لاغتنموا التقصى عن عهدتها ومن ينفى الرؤية يلزمه نفى أنه معلوم موجود والافكما يعلم موجودا بلاكيفية وجهة بخلاف كل موجود لم يجز أن يرى بلا كيفية وجهة بخلاف كل مرئى وهذا لأن الرؤية تحقق الشئ بالبصر كما هو فإن كان المرئى فى الجهة يرى فيها وان كان إلا فى الجهة يرى لافيها وهو للطف إدراكه يدرك الأبصار وهو اللطيف أى العالم بدقائق الأمور ومشكلاتها الخبير العليم بظواهر الأشياء وخفياتها وهو من قبيل اللف والنشر قد جاءكم بصائر من ربكم البصيرة نور القلب الذى به يستبصر القلب كما أن البصر نور العين الذى به تبصر أى جاءكم من الوحى والتنبيه ما هو للقلوب كالبصائر فمن أبصر الحق وآمن فلنفسه أبصر واياها نفع ومن عمى عنه وضل فعليها فعلى نفسه عمى وإياها ضر بالعمى وما أنا عليكم بحفيظ أحفظ أعمالكم وأجازيكم عليها إنما انا منذر والله هو الحفيظ عليكم الكاف فى وكذلك نصرف الآيات فى موضع نصب صفة المصدر المحذوف أى نصرف الآيات تصريفا مثل ما تلونا عليك وليقولوا جوابه محذوف أى وليقولوا درست نصرفها ومعنى درست قرأت كتب أهل الكتاب دارست مكى و أبو عمرو أى دارست أهل الكتاب درست شامى أى قدمت هذه الآية ومضت كما قالوا أساطير الأولين ولنبينه أى القرآن و أن لم يجر له ذكر لكونه معلوما أو الآيات لانها فى معنى القرآن قبل اللام الثاينة حقيقة والأولى لام العاقبة والصيرورة أى لنصير عاقبة امرهم إلى أن يقولوا درست وهو كقولك فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا وهم لم يلتقطوه للعداوة وانما التقطوه ليصير لهم قرة عين ولكن صارت عاقبة أمرهم إلى العداوة فكذلك الآيات صرفت للتبيين ولم تصرف ليقولوا درست ولكن حصل هذا القول بتصريف الآيات كما حصل النبيين فشبه به وقيل ليقولوا لنبينه وعندنا ليس كذلك لما عرف لقوم يعلمون الحق من الباطل واتبع ما أوحى إليك من ربك ولا تتبع أهواءهم لا إله إلا هو اعتراض أكد به اتباع الوحى لا محل له من الإعراب أو حال من ربكم مؤكدة وأعرض عن المشركين فى الحال إلى أن يرد الأمر بالقتال ولو شاء الله أى إيمانهم فالمفعول محذوف ما أشركوا