الأنعام ١٠٧ - ١١٠
بين أنهم لا يشركون على خلاف مشيئة الله ولو علم منهم اختيار الإيمان لهداهم إليه ولكن علم منهم اختيار الشرك فشاء شركهم فاشركوا بمشيئته وما جعلناك عليهم حفيظا مراعيا لأعمالهم مأخوذا باجرامهم وما أنت عليهم بوكيل بمسلط وكان المسلمون يسبون آلهتهم فنهوا لئلا يكون سبهم سببا لسب الله بقوله ولا تسبوا آلهة الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله منصوبا على جواب النهى عدوا ظلما وعدوانا بغير علم على جهالة بالله وبما يجب أن يذكر به كذلك مثل ذلك التزيين زينا لكل أمة من أمم الكفار عملهم وهو كقوله أفمن زين له سوء علمه فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدى من يشاء وهو حجة لنا فى الأصلح ثم إلى ربهم مرجعهم مصيرهم فينبئهم بما كانوا يعملون فيخبرهم بما عملوا ويجزيهم عليه وأقسموا بالله جهد أيامنهم جهد مصدر وقع موقع الحال أى جاهدين فى الاتيان بأوكد الإيمان لئن جاءتهم آية من مفترحاتهم ليؤمنن بها قل ا إنما الآيات عند الله وهو قادر عليها لا عندى فكيف آتيكم بها وما يشعركم وما يدريكم أنها أن الآية المقترحة إذا جاءت لا يؤمنون بها يعنى انا أعلم أنها إذا جاءت لا يؤمنون بها وأنتم لا تعلمون ذلك وكان المؤمنون يطمعون فى ايمانهم إذا جاءت تلك الآية ويتمنون مجيئها فقال الله تعالى وما يدريكم أنهم لا يؤمنون على معنى إنكم لا تدرون ما سبق علمى به من أنهم لا يؤمنون إنها بالكسرة مكى وبصرى و أبو بكر على أن الكلام تم قبله أى وما يشعركم ما يكون منهم ثم أخبرهم بعلمه فيهم فقال أنها إذا جاءت لا يؤمنون ألبته ومنهم من جعل لا مزيدة فى قراءة الفتح كقوله وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون لا تؤمنون شامى وحمزة
ونقلب أفئدتهم عن قبول الحق وأبصارهم عن رؤية الحق عند نزول الآية التى اقترحوها فلا يؤمنون بها قيل هو عطف على لا يؤمنون داخل فى حكم وما يعشركم أى وما يشعركم أنهم لا يؤمنون وما يشعركم انا نقلب أفئدتهم وأبصارهم فلا يفقهون ولا يبصرون الحق كما لم يؤمنوا به أول مرة كما كانوا عند نزول آياتنا اولا لا يومنون بها ونذرهم فى طغيانهم يعمهون


الصفحة التالية
Icon