الأنعام ١١٠ - ١١٤
قيل وما يشعركم انا نذرهم فى طغيانهم يعمهون يتحيرون ولو أننا نزلنا اليهم الملائكة كما قالوا لولا أنزل علينا الملائكة وكلمهم الموتى كما قالوا فأتوا بآبائنا وحشرنا عليهم جمعنا كل شيء قبلا كفلاء بصحة ما بشر نابه وأنذرنا جمع قبيل وهو الكفيل قبلا مدنى وشامى أى عيانا وكلاهما نصب على الحال ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله إيمانهم فيؤمنوا وهذا جواب لقول المؤمنين لعلهم يؤمنون بنزول الآية ولكن أكثرهم يجهلون ان هؤلاء لا يؤمنون إذا جاءتهم الآية المقترحة وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا وكما جعلنا لك أعداء من المشركين جعلنا لمن تقدمك من الانبياء أعداء لما فيه من الابتلاء الذى هو سبب ظهور الثبات والصبروكثرة الثواب والأجر وانتصب شياطين الانس والجن على البدل من عدو أو على أنه من المفعول الأول وعدوا مفعول ثان يوحى بعضهم إلى بعض يوسوس شياطين الجن إلى شياطين الانس وكذلك بعض الجن إلى بعض وبعض الانس إلى بعض وعن مالك بن دينار أن شيطان الانس أشد على من شيطان الجن لانى إذا تعوذت بالله ذهب شيطان الجن عنى وشيطان الانس يجيئنى فيجرنى إلى المعاصى عيانا وقال عليه السلام قرناء السوء شر من شياطين الجن زخرف القول ما زينوه من القول والوسوسة والاغراء على المعاصى غرورا خداعا وأخذا على غرة وهو مفعول له ولو شاء ربك ما فعلوه أى الايحاء يعنى ولو شاء الله لمنع الشياطين من الوسوسة ولكنه امتحن بما يعلم أنه أجزل فى الثواب فذرهم وما يفترون عليك وعلى الله فإن الله يخزيهم وينصرك ويجزيهم ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة ولتميل إلى زخرف القول قلوب الكفار وهى معطوفة على غرورا أى ليغروه ولتصفى إليه وليرضوه لأنفسهم وليقترفوا ما هم مقترفون من الآثام أفغير الله ابتغى حكما أى قل يا محمد أفغير الله أطلب حاكما يحكم بينى وبينكم ويفصل المحق منا من المبطل وهو الذى أنزل اليكم الكتاب المعجز مفصلا حال من الكتاب أى مبينا فيه الفصل بين الحق والباطل والشهادة لى بالصدق وعليكم بالافتراء ثم عضد الدلالة على أن القرآن حق بعلم أهل الكتاب أنه حق لتصديقه