الأنعام ١١٤ - ١١٩
ماعندهم وموافقته له بقوله والذين آتيناهم الكتاب أى عبد الله بن سلام وأصحابه يعلمون أنه منزل شامى وحفص من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين الشاكين فيه أيها السماع أو فلا تكونن من الممترين فى أن أهل الكتاب يعلمون أنه منزل بالحق ولا يربك جحودا اكثرهم وكفرهم به وتمت كلمت ربك أى ما تكلم به كلمات ربك حجازى وشامى و أبو عمرو أى ثم كل ما أخبر به و أمر ونهى ووعد واوعد صدقا فى وعده ووعيده وعدلا فى أمره ونهيه وانتصبا على التمييز أو على الحال لا مبدل لكماته لا أحد يبدل شيئا من ذلك وهو السميع لإقرار من اقر العليم بإصرار من أصر أو السميع لما يقولون العليم بما يضمرون و إن تطع اكثر من فى الأرض أى الكفار لأنهم الأكثرون يضلوك عن سبيل الله دينه ان يتبعون إلا الظن وهو ظنهم أن آباءهم كانوا على الحق فهم يقلدونهم و إن هم إلا يخرصون يكذبون فى أن الله حرم عليهم كذا واحل لهم كذا أن ربك هو اعلم من يضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين أى هو يعلم الكفار والمؤمنين من رفع بالابتداء ولفظها لفظ الاستفهام والخبر يضل وموضع الجملة نصب بيعلم المقدر لا باعلم لأن أفعل لا يعمل فى الاسم الظاهر النصب ويعمل الجر وقيل تقديره أعلم بمن يضل بدليل ظهور الباء بعده فى المهتدين فكلوا مما ذكر اسم الله عليه أن كنتم بآياته مؤمنين هو مسبب على انكار اتباع المضلين الذين يحلون الحرام ويحرمون الحلال وذلك أنهم كانوا يقولون للمسلمين انكم تزعمون انكم تعبدون الله فما قتل الله أحق أن تأكلوا مما قتلتم أنتم فقيل للمسليمن إن كنتم متحققين بالإيمان فكلوا مما ذكر اسم الله عليه خاصة أى على ذبحه دون ما ذكر عليه اسم غيره من آلهتم أو مات حتف أنفه وما لكم ألا تأكلوا ما استفهام فى موضع رفع بالابتداء ولكم الخبر أى و أى غرض لكم فى أن لا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم بين لكم ما حرم عليكم مما لم يحرم بقوله حرمت عليكم الميتة فصل وحرم كوفى غير حفص وبفتحهما مدنى وحفص وبضمهما غيرهم إلا ما اضطررتم إليه مما حرم عليكم فانه حلال لكم فى حال الضرورة أى شدة المجاعة إلى أكله


الصفحة التالية
Icon