الأنعام ١١٩ - ١٢٣
و إن كثيرا ليضلون ليضلون كوفى بأهوائهم بغير علم أى يضلون فيحرمون ويحللون بأهوائهم وشهواتهم من غير تعلق بشريعة إن ربك هو أعلم بالمعتدين بالمتجاوزين من الحق إلى الباطل وذروا ظاهر الاثم وباطنه علانيته وسره أو الزنا فى الحوانيت والصديقه فى السر أو الشرك الجلى والخفى إن الذين يكسبون الاثم سيجزون يوم القيامة بما كانوا يقترفون يكتسبون فى الدنيا ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه عند الذبح وإنه و إن اكله لفسق و إن الشياطين ليوحون ليوسوسون إلى أوليائهم من المشركين ليجادلوكم بقولهم لا تأكلون مما قتله الله وتأكلون مما تذبحون بايديكم و الآية تحرم متروك التسمية وخصت حالة النسيان بالحديث أو يجعل الناسي ذاكرا تقديرا و إن أطعتموهم فى استحلال ماحرمه الله إنكم لمشركون لأن من اتبع غير الله دينه فقد أشرك به ومن حق المتدين أن لا ياكل مما لم يذكر اسم الله عليه لما فى الآية من التشديد العظيم ومن أول الآية بالميتة وبما ذكر غير اسم الله عليه لقوله أو فسقا أهل لغير الله به وقال أن الواو فى وانه لفسق للحال لأن عطف الجملة الاسمية على الفعلية لا يحسن فيكون القتدير ولا تاكلوا منه حال كونه فسقا والفسق مجمل فبين بقوله أو فسقا أهل لغير الله به فصار التقدير ولا تأكلوا منه حال كونه مهلا لغير الله به فيكون ما سواه حلالا بالعمومات المحلة منها قوله قل لا أجد الآية فقد عدل عن ظاهر اللفظ أو من كان ميتا فاحييناه أى كافرا فهديناه لأن الإيمان حيات القلوب ميتا مدنى وجعلنا له نوار يمشى به فى الناس مستضيا به والمراد به اليقين كمن مثله أى صفته فى الظلمات أى خابط فيها ليس بخارج منها لا يفارقها ولا يتخلص منها وهو حال قيل المراد بهما حمزة و أبو جهل والأصح أن الآية عامة لكل من هداه الله ولكل من أضله الله فبين أن مثل المهتدى مثل الميت الذى أحيى وجعل مستضيئا يمشى فى الناس بنور الحكمة والإيمان ومثل الكافر مثل من هو فى الظمات التى لا يتخلص منها كذلك كما زين للمؤمن إيمانه زين للكافرين بتزيين الله تعالى كقوله زينا لهم أعمالهم ما كانوا يعملون أى أعمالهم وكذلك أى وكما جعلنا فى مكة صناديدها ليمكروا فيها