الأنعام ١٢٣ - ١٢٦
جعلنا صيرنا فى كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها ليتجبروا على الناس فيها ويعملوا بالمعاصى واللام على ظاهرها عند أهل السنة وليست بلام العاقبة وخص الأكابر وهم الرؤساء لأن ما فيهم من الرياسةوالسعة أدعى لهم إلى المكر والكفر من غيرهم دليله ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا فى الأرض ثم سلى رسوله عليه السلام ووعد له النصرة بقوله وما يمكرون إلا بأنفسهم لأن مكرهم يحيق بهم وما يشعرون أنه يحيق بهم أكابر مفعول أول والثانى فى كل قرية ومجرميها بدل من أكابر أو الأول مجرميها والثانى أكبار والتقدير مجرميها أكابر ولما قال أبو جهل زاحمنا بنو عبد مناف فى الشرف حتى إذا صرنا كفرسى رهان قالوا منا نبى يوحى إليه والله لا نرضى به إلا أن يأتينا وحى كما يأتيه نزل و إذا جاءتهم أى الأكابر آية معجزة أو آية من القرآن تأمرهم بالإيمان قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتى رسل الله أى نعطى من الآيات مثل ما أعطى الأنبياء فأعلم الله تعالى أنه أعلم بمن يصلح للنبوة فقال تعالى الله أعلم حيث يجعل رسالته مكى وحفص رسالاته غيرها حيث مفعول به والعامل محذوف والتقدير يعلم موضع رسالته سيصيب الذين أجرموا من أكابرها صغار ذل وهوان عند الله فى القيامة وعذاب شديد فى الدارين من القتل والأسر وعذاب النار بما كانوا يمكرون فى الدنيا فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام يوسعه وينور قلبه قال عليه السلام إذا دخل الندر فى القلب انشرح وانفتح قيل وما علامة ذلك قال الإنابة إلى دار الخلود والتجافى عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل نزول الموت ومن يرد أى الله أن يضله يجعل صدره ضيقا ضيقا مكى حرجا صفة لضيقا مدنى و أبو بكر بالغا فى الضيق حرجا غيرهما وصفا بالمصدر كانما يصعد فى السماء كأنه كلف أن يصعد إلى السماء إذا دعى إلى الإسلام من ضيق صدره عن إذا ضاقت عليه الأرض فطلب مصعدا في السماء أو كعازب الرأى طائر القلب في الهواء يصعد مكى يصاعد أبو بكر وأصله يتصاعد الباقون يصعدو أصله يتصعد كذلك يجعل الله الرجس العذاب فى الآخرة واللعنة فى الدنيا على الذين لا يؤمنون و الآية حجة لنا على المعتزلة فى إرادة المعاصي وهذا صراط ربك أى


الصفحة التالية
Icon