الأنعام ١٢٦ - ١٣٠
طريقة الذى اقتضته الحكمة وسنته فى شرح صدر من أراد هدايته وجعله ضيقا لمن أراد ضلاله مستقيما عادلا مطردا أو حال مؤكدة قد فصلنا الآيات لقوم يذكرون يتعظون لهم أى لقوم يذكرون دار السلام دار الله يعنى الجنة أضافها إلى نفسه تعظيما لها أو دار السلامة من كل آفةوكدر أو السلام التحية سميت دار السلام لقوله تحيتهم فيها سلام إلا قيلا سلاما سلاما عند ربهم فى ضمانه وهو وليهم محبهم أو ناصرهم على أعدائهم بما كانوا يعلمون بأعمالهم أو متوليهم بجزاء ما كانوا يعملون أو هو ولينا فى الدنيا بتوفيق الأعمال وفى العقبى تبحقيق الآمال ويوم نحشرهم جميعا وبالياء حفص أى واذكر يوم نحشرهم أو ويوم نحشرهم قلنا يا معشر الجن قد استكرثتم من الإنس أضللتم منهم كثيرا وجعلتموهم أتباعكم كما تقول استكثر الأمير من الجنود وقال أولياؤهم من الإنس الذين أطاعوهم واستمعوا إلى وسوستهم ربنا استمتع بعضنا ببعض أى انتفع الإنس بالشياطين حيث دلوهم على الشهوات وعلى أسباب التوصل اليها وانتفع الجن بالانس حيث أطاعوهم وساعدوهم على مرادهم فى إغوائهم وبلغنا أجلنا الذى أجلت لنا يعنون يوم البعث وهذا الكلام اعتراف بما كان منهم من طاعة الشياطين واتباع الهوى والتكذيب بالبعث وتحسر على حالهم قال النار مثواكم منزلكم خالدين فيها حال والعامل معنى الإضافة كقوله تعالى أن دابر هؤلاء مقطوع مصبيحن فمصبيحن الحال من هؤلاء والعامل فى الحال معنى الإضافة إذ معناه الممازجة والمضامة والمثوى ليس بعامل لأن المكان لا يعمل فى شيء إلا ماشاء الله أى يخلدون فى عذاب النار الأبد كله إلا ماشاء الله إلا الاوقات التى ينقلون فيها من عذاب السعير إلى عذاب الزمهرير إن ربك حكيم فيما يفعل بأوليائه وأعدائه عليم بأعمالهم فيجزى كلا علىوفق علمه وكذلك نولى بعض الظاليمن بعضا نتبع بعضهم بعض فى النار أو نسلط بعضهم على بعض أو نجعل بعضهم أولياء بعض بما كانوا يكسبون بسبب ما كسبوا من الكفر والمعاصى ثم يقال لهم يوم القيامة على جهة التوبيخ يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم عن الضحاك بعث إلى