الأنعام ١٣٠ - ١٣٥
الجن رسلا منهم كما بعث إلى الإنس رسلا منهم لأنهم به آنس وعليه ظاهر النص وقال آخرون الرسل من الإنس خاصة و إنما قيل رسل منكم لأنه لما جمع الثقلين فى الخطاب صح ذلك و إن كان من أحدهما كقوله يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان أو رسلهم رسل نبينا كقوله ولوا إلى قومهم منذرين يقصون عليكم آياتى يقرءون كتبى وينذرونكم لقاء يومكم هذا يعنى يوم القيامة قالوا شهدنا على أنفسنا بوجوب الحجة علينا وتبليغ الرسل إلينا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين بالرسل ذلك إشارة إلى ما تقدم من بعثة الرسل اليهم وهو خبر مبتدأ محذوف أى الأمر ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون تعليل أى الأمر ما قصصنا عليك لانتفاء كون ربك مهلك القرى بظلم على أن أن مصدريه ويجوز أن تكون مخففة من الثقيلة والمعنى لأن الشأن والحديث لم يكن ربك مهلك القرى بظلم بسبب ظلم أقدموا عليه أو ظالما على أنه لو أهلكهم وهم غافلون لم ينهوا برسول وكتاب لكان ظالما وهو متعال عنه ولكل من المكلفين درجات منازل مما عملوا من جزاء أعمالهم وبه استدل أبو يوسف ومحمد رحمهما الله على أن للجن الثواب بالطاعة لأنه ذكر عقيب ذكر الثقلين وما ربك بغافل عما يعملون بساه عنه وبالتاء شامى وربك الغنى عن عباده وعن عباتهم ذوالرحمة عليهم بالتكليف ليعرضهم للمنافع الدائمة إن يشأ يذهبكم أيها الظلمة ويستخلف من بعدكم ما يشاء من الخلق المطيع كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين من أولاد قوم آخرين لم يكونوا على مثل صفتكم وهم أهل سفينة نوح عليه السلام إن ما ما بمعنى الذى توعدون من البعث والحساب والثواب والعقاب لآت خبر أن أى لكائن وما أنتم بمعجزين بفائتين رد لقولهم من مات فقد فات المكانة تكون مصدرا يقال مكن مكانة إذا تمكن أبلغ التمكن وبمعنى المكان يقال مكان ومكانة ومقام ومقامة وقوله يا قوم اعملوا على مكانتكم يحتمل اعملوا على تمكنكم من أمركم وأقصى استطاعتكم وإمكانكم واعملوا على جهتكم وحالكم التى انتم عليها ويقال للرجل إذا أمر أن يثبت على حاله على مكانتك يا فلان أى اثبت على ما أنت عليه إنى عامل على