الأنعام ١٣٥ - ١٣٨
مكانتى التى أنا عليها أى اثبتوا على كفركم وعداوتكم لى فإنى ثابت على الإسلام وعلى مصابرتكم وهو أمر تهديد ووعيد ودليله قوله فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار أى فسوف تعلمون أينا تكون له العاقبة المحمودة وهذا طريق لطيف فى الإنذار إنه لا يفلح الظالمون أى الكافرون مكاناتكم حيث كان أبو بكر يكون حمزة وعلى وموضع من رفع إذا كان بمعنى أى وعلق عنه فعل العلم أو نصب إذا كان بمعنى الذى وجعلوا لله مماذرأ من الحرث والأنعام نصيبا أى وللأصنام نصيبا فاكتفى بدلالة قوله تعالى فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا بزعمهم على وكذا ما بعده أى زعموا أنه لله والله لم يأمرهم بذلك ولا شرع لهم تلك القسمة فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله أى لا يصل إلى الوجوه التى كانوا يصرفونه اليها من قرى الضيفان والتصدق على المساكين وما كان لله فهو ويصل إلى شركائهم من انفاقهم عليها والإجراء على سدنتها روى أنهم كانوا يعينون أشياء من حرث ونتاج لله وأشياء منهما لآلهتم فإذا رأوا ما جعلوا لله زاكيا ناميا ! رجعوا فجعلوه للأصنام و إذا زكا ما جعلوه للأصنام تركوه لها وقالوا أن الله غنى و إنما ذاك لحبهم آلهتهم وإيثارهم لها وفى قوله مما ذرأ إشارة إلى أن الله كان أولى بأن يجعل له الزاكى لأنه هو الذى ذرأه ثم ذم صنيعهم بقوله ساء ما يحكمون فى إيثار آلهتهم على الله وعملهم على مالم يشرع لهم وموضع ما رفع أى ساءالحكم حكمهم أو نصب أى ساء حكما حكمهم وكذلك زين لكثير من المشركين أى كما زين لهم تجزئة المال زين وأد البنات قتل مفعول زين أولادهم شركاؤهم هو فاعل زين زين بالضم قتل بالرفع أولادهم بالنصب شركائهم بالجر شامى على إضافة القتل إلى الشركاء أي الشياطين والفصل بينهما بغير الظرف وهو المفعول وتقديره زين لكثير من المشركين قتل شركائهم اولادهم ليردوهم ليهلكوهم بالإغواء وليلبسوا عليهم دينهم وليخلطوا عليهم ويشوبوه ودينهم ما كانوا عليه من دين إسمعيل حتى زلوا عنه إلى الشرك ولو شاء الله مافعلوه وفيه دليل على أن الكائنات كلها بمشيئة الله تعالى فذرهم وما يفترون وما يفترونه من الافك أو وافتراءهم لأن ضرر ذلك الافتراء عليهم لا عليك ولا علينا وقالوا هذه أنعام وحرث للأوثان حجر حرام فعل بمعنى المفعول كالذبح والطعن ويستوى فى الوصف به المذكر والمؤنث