الأنعام ١٤٤ - ١٤٦
الذكرين منهما حرم أم الانثيين منهما اما اشتملت عليه أرحام الانثيين أم ما تحمل أناثها أم كنتم شهداء أى منقطعة أى بل كنتم شهداء إذ وصاكم الله بهذا يعنى أم شاهدتم ربكم حين أمركم بهذا التحريم ولما كانوا لا يؤمنون برسول الله وهم يقولون الله حرم هذا الذي نحرمه تهكم بهم فى قوله أم كنتم شهداء على معنى أعرفتم التوصية به مشاهدين لانكم لا تؤمنون بالرسل فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا فنسب إليه تحريم ما لم يحرم ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدى القوم الظالمين أى الذين فى علمه انهم يختمون على الكفر ووقع الفاصل بين بعض المعدود وبعضه اعتراضا غير أجنبى من المعدود وذلك أن الله تعالى من على عباده بانشاء الأنعام لمنافعهم وباباحتها لهم فالاعترض بالاحتجاج على من حرمها يكون تأكيد للتحليل والاعترضات فى الكلام لا تساق إلا للتوكيد قل لا أجد فيما أوحى إلى أى فى ذلك الوقت أو فى وحى القرآن لأن وحى السنة قد حرم غيره أو من الأنعام لأن الآية فى رد البحيرة وأخواتها و أما الموقوذة والمتردية والنطيحة فمن الميتة وفيه تنبيه على أن التحريم إنما يثبت بوحى الله وشرعه لا بهوى الانفس محرما حيوانا حرم أكله على طاعم يطعمه على آكل يأكله إلا أن يكون ميتة إلا أن يكون الشئ المحرم ميتة أن تكون مكى وشامى وحمزة ميتة شامى أو دما مسفوحا مصبوبا سائلا فلا يحرم الدم الذي في اللحم والكبد والطحال أو لحم خنزير فانه رجس نجس أو فسقا عطف على المنصوب قبله وقوله فانه رجس اعتراض بين المعطوف والمعطوف عليه أهل لغير الله به منصوب المحل صفة لفسقا أى رفع الصوت على ذبحه باسم غير الله وسمى بالفسق لتوغله فى باب الفسق فمن اضظر فمن دعته الضرورة إلى أكل شيء من هذه المحرمات غير باغ على مضطر مثله تارك لمواساته ولا عاد متجاوز قدر حاجته من تناوله فإن ربك غفور رحيم لا يؤاخذه وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذى ظفر أى ماله أصبع من دابه أو طائر ويدخل فيه الابل والنعام ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما أى حرمنا عليهم لحم كل ذى ظفر وشحمه وكل شيء منه ولم يحرم من البقر والغنم إلا الشحوم وهى الثروب وشحوم الكلى إلا ما حملت ظهورهما إلا ما اشتمل على الظهور والجنوب