الأنعام ١٤٩ ١٥٢ كتاب أنزلناه مباركا كثير الخير فاتبعوه واتقوا مخالفته لعلكم ترحمون لترحموا أن تقولوا كراهة أن تقولوا أو لئلا تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا أى أهل التوارة و أهل الانجيل وهذا دليل على أن المجوس ليسوا بأهل كتاب وان كنا عن دراستهم عن تلاوة كتبهم لغافلين لا علم لنا بشئ من ذلك إن مخففة من الثقيلة واللام فارقة بينها وبين النافية والأصل و إنه كنا عن دراستهم غافلين على أن الهاء ضمير الشأن والخطاب لأهل مكة والمراد اثبات الحجة علهيم بانزال القرآن على محمد صلى الله عليه و سلم كى لا يقولوا يوم القيامة إن التوراة والانجيل انزلا على طائفتين من قبلنا وكنا غافلين عما فيهما أو تقولوا كراهة أن تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم لحدة أذهاننا وثقابة أفهامنا وغزارة حفظنا لايام العرب فقد جاءكم بينة من ربكم أى أن صدقتم فيما كنتم تعدون من انفسكم فقد جاءكم ما فيه البيان الساطع والبرهان القاطع فحذف الشرط وهو من أحاسن الحذوف وهدى ورحمة فمن أظلم ممن كذب بآيات الله بعدما عرف صحتها وصدقها وصدف عنها أى أعرض سنجزى الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب وهو النهاية فى النكاية بما كانوا يصدفون بإعراضهم هل ينظرون فى ترك الإيمان بعدها إلا أن تأتيهم الملائكة أى ملاك الموت لقبض أرواحهم ياتيهم حمزة وعلى أو يأتى ربك أى أمر ربكم وهو العذاب أو القيامة وهذا لأن الاتيان متشابه واتيان أمره منصوص عليه محكم فيرد إليه أو يأتى بعض آيات ربكم أى اشراط الساعة كطلوع الشمس من مغربها وغير ذلك يوم يأتى بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لأنه ليس بإيمان اختيارى بل هل ايمان دفع العذاب والبأس عن أنفسهم لم تكن آمنت من قبل صفة نفسا أو كسبت فى إيمانها


الصفحة التالية
Icon