البقرة ٣٦ - ٣٨
عليه فأخرجهما مما كانا فيه من النعيم والكرامة أو من الجنة إن كان الضمير للشجرة فى عنها وقد توصل إلى إزلالهما بعد ما قيل له أخرج منها فإنك رجيم لأنه منع عن دخولها على جهة الوسوسة ابتلاء لآدم وحواء وروى أنه أراد الدخول فمنعته الخزنة فدخل فى فم الحية حتى دخلت به وقيل قام عند الباب فنادى وقلنا اهبطوا الهبوط النزول إلى الأرض والخطاب لآدم وحواء وإبليس وقيل والحية والصحيح لآدم وحواء والمراد هما وذريتهما لانهما لما كانا أصل الإنس ومتشعبهم حعلا كأنهما الإنس كلهم ويدل عليه قوله تعالى قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو المراد به ما عليه الناس من التباغى والتعادى وتضليل بعضهم لبعض والجملة فى موضع الحال من الواو فى اهبطوا أى اهبطوا متعادين ولكم فى الأرض مستقر موضع إستقرار أو استقرار ومتاع وتمتع بالعيش إلى حين إلى يوم القيامة أو إلى الموت قل إبراهيهم بن أدهم اورثتنا تلك الأكله حزنا طويلا فتلقى آدم من ربه كلمات أى استقبلها بالأخذ والقبول والعمل بها وبنصب آدم ورفع كلمات مكى على أنها استقبلته بان بلغته واتصلت به وهن قوله تعالى ربنا ظلمنا أنفسنا و إن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين وفيه موعظة لذريتهما حيث عرفوا كيفية السبيل إلى التنصل من الذنوب وعن ابن مسعود رضى الله عنه إن أحب الكلام إلى الله تعالى ما قاله أبونا آدم حيث اقترف الخطيئة سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله إلا أنت ظلمت نفسى فاغفر لى أنه لا يغفر الذنوب إلا أنت وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال يا رب الم تخلقنى بيدك قال بلى قال يا رب الم تنفخ فى من روحك ألم تسبق رحمتك غضبك ألم تسكنى جنتك وهو تعالى يقول بلى بلى قال فلم أخرجتنى من الجنة قال بشؤم معصيتك قال تبت أراجعى أنت إليها قال نعم فتاب عليه فرجع عليه بالرحمة والقبول واكتفى بذكر توبة آدم لأن حواء كانت تبعا له ولقد طوى ذكر النساء فى أكثر القرآن والسنة لذلك إنه هو التواب الكثير القبول للتوبة الرحيم على عباده قلنا اهبطوا منها جميعا حال أى مجتمعين وكرر الأمر بالهبوط للتأكيد أو لأن الهبوط الأول من الجنة إلى السماء والثاني من السماء إلى الأرض أو لما نيط به من زيادة قوله فاما يأتينكم منى هدى أي رسول أبعثه إليكم أو كتاب انزله عليكم بدليل قوله تعالى والذين كفروا وكذبوا بآياتنا فى مقابلة قوله فمن تبع هداى أى بالقبول والإيمان به


الصفحة التالية
Icon