البقرة ٤٩ - ٥١
بأولى الخطر كالملوك وأشباههم فلا يقال آل الاسكاف والحجام وفرعون علم لمن ملك العمالقة كقيصر لملك الروم وكسرى لملك الفرس يسومونكم حال من آل فرعون أى يولونكم من سامه خسفا إذا اولاه ظلما وأصله من سام السلعة إذا طلبها كأنها بمعنى يبغونكم سوء العذاب ويريدونكم عليه ومساومة البيع مزايدة أو مطالبة وسوء مفعول ثان ليسومونكم وهو مصدر سئ يقال اعود بالله من سوء الخلق وسوء الفعل يراد قبحهما ومعنى سوء العذاب والعذاب كله سئ أشده وأفظعه يذبحون أبناءكم بيان لقوله يسومونكم ولذا ترك العاطف ويستحيون نساءكم يتركون بناتكم أحياء للخدمة و إنما فعلوا بهم ذلك لأن الكهنة أنذروا فرعون بأنه يولد مولود يزول ملكه بسببه كما أنذروا نمرود فلم يغن عنهما اجتهادهما فى التحفظ وكان ما شاء الله وفى ذلكم بلاء محنة إن أشير بذلكم إلى صنع فرعون ونعمة إن أشير به إلى الانجاء من ربكم صفة لبلاء عظيم صفة ثانية و إذ فرقنا فصلنا بين بعضه وبعض حتى صارت فيه مسالك لكم وقرئ فرقنا أى فصلنا يقال فرق بين الشيئين وفرق بين الأشياء لأن المسالك كانت اثنى عشر على عدد الأسباط بكم البحر كانوا يسلكونه ويتفرق الماء عند سلوكهم فكأنما فرق بهم أو فرقناه بسببكم أو فرقناه ملتبسا بكم فيكون فى موضع الحال روى أن بنى اسرائيل قالوا لموسى عليه السلام أين أصحبانا فنحن لا نرضى حتى نراهم فأوحى الله إليه أن قل بعصاك هكذا فقال بها على الحيطان فصارت فيها كوى فتراءوا وتسامعوا كلامهم فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون و أنتم تنظرون إلى ذلك وتشاهدونه ولا تشكون فيه و انما قال و إذ واعدنا موسى لأن الله تعالى وعده بالوحي ووعده هو المجئ للميقات إلى الطور وعدنا حيث كان بصرى لما دخل بنو اسرائيل مصر بعد هلاك فرعون ولم يكن لهم كتاب ينتهون إليه وعد الله تعالى موسى أن ينزل عليه التوراة وضرب له ميقاتا ذا القعدة وعشر ذى الحجة وقال اربعين ليلة لأن الشهور غررها بالليالى و أربعين مفعول ثان لو اعدنا لا ظرف لأنه ليس معناه واعدناه فى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل أى إلها فحذف المفعول الثاني لاتخذتم وبابه بالإظهار مكى وحفص من بعده من بعد ذهابه إلى الطور وأنتم ظالمون أى بوضعكم العبادة غير موضعها والجملة حال أى عبدتموه ظالمين ثم عفونا عنكم محونا ذنوبكم عنكم من بعد ذلك من بعد اتخاذكم العجل لعلكم تشكرون لكي


الصفحة التالية
Icon