البقرة ٦٥ - ٦٨
البحر فيصطادونها يوم الأحد فذلك الحبس فى الحياض هو اعتداؤهم فقلنا لهم كونوا بتكويننا إياكم قردة خاسئين خبر كان أى كونوا جامعين بين القردية والخسوء وهو الصغار والطرد فجعلناها يعنى المسخة نكالا عبرة تنكل من اعتبربها أى تمنعه لما بين يديها لما قبلها وما خلفها وما بعدها من الأمم والقرود لأن مسختهم ذكرت فى كتب الأولين فاعتبروا بها واعتبر بها من بلغتهم من الآخرين وموعظة للمتقين الذين نهوهم عن الاعتداء من صالحى قومهم أو لكل متق سمعها و إذ قال موسى لقومه أى واذكروا إذ قال موسى وهو معطوف على نعمتى فى قوله اذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم كأنه قال اذكروا ذاك واذكروا إذ قال موسى وكذلك هذا فى الظروف التى مضت أى اذكروا نعمتى واذكروا وقت انجائنا إياكم واذكروا وقت فرقنا واذكروا نعمتى واذكروا وقت استسقاء موسى ربه لقومه والظروف التى تأتى إلى قوله و إذ ابتلى إبرااهيم ربه إن الله يأمركم أن أى بأن تذبحوا بقرة قال المفسرون أول القصة مؤخر فى التلاوة وهو قوله تعالى و إذا قتلتم نفسا فادارأتم فيها وذلك أن رجلا موسرا اسمه عاميل قتله بنوعمه ليرثوه وطرحوه على باب مدينة ثم جاءوا يطالبون بديته فأمرهم الله أن يذبحوابقرة ويضربوه ببعضها ليحيا فيخبرهم بقاتله قالوا أتتخذنا هزؤا أتجعلنا مكان هزء أو أهل هزء أو الهزء نفسه لفرط الاستهزاء هزأ بسكون الزاي والهمزة حمزة وبضمتين والواو حفص غيرهما بالتثقيل والهمزة قال أعوذ بالله اليعاذ واللياذ من واد واحد أن أكون من الجاهلين لأن الهزء فى مثل هذا من باب الجهل والسفه وفيه تعريض بهم أى انتم جاهلون حيث نسبتمونى إلى الاستهزاء قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هى سؤال عن حالها وصفتها لأنهم كانوا عاملين بماهيتا لأن ما وان كانت سؤالا عن الجنس وكيف عن الوصف ولكن قد تقع ما موقع كيف وذلك أنهم تعجبوا من بقرة ميتة يضرب ببعضها ميت فيحيا فسألوا عن صفة تلك البقرة العجيبة الشأن وما هى خبر ومبتدأ قال أنه يقول أنها بقرة لا فارض مسنة وسميت فارضا لأنها فرضت سنها أى قطعتها وبلغت آخر ها وارتفع فارض لأنه صفة لبقرة وقوله ولا نكر فتية عطف عليه عوان نصف بين ذلك بين الفارض والبكر ولم يقل بين ذينك مع أن بين يقتضى شيئين فصاعدا لأنه أراد بين هذا المذكور وقد يجرى الضمير مجرى اسم الاشارة فى هذا قال أبو عبيدة قلت لرؤية فى قوله


الصفحة التالية
Icon