البقرة ٨٥ - ٨٨
إلا الفداء فما جزاء من يفعل ذلك هو إشارة إلى الإيمان ببعض والكفر ببعض منكم إلا خزى فضيحة وهوان فى الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وهو الذى لا روح فيه ولا فرح أو إلى أشد من عذاب الدنيا وما الله بغافل عما تعملون بالياء مكى ونافع و أبو بكر أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة اختاروها على الآخرة اختيار المشترى فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون ولا ينصرهم احد بالدفع عنهم ولقد أتينا موسى الكتاب التوراة أتاه جملة وقفينا من بعده بالرسل يقال قفاه إذا اتبعه من القفا نحو ذنبه من الذنب وقفاه به إذا اتبعه إياه يعنى وأرسلنا على أثره الكثير من الرسل وهم يوشع واشمويل وشمعون وداود وسليمان وشعياء وأرمياء وعزير وحزقيل وإلياس واليسع ويونس وزكريا ويحيى وغيرهم وآتينا عيسى ابن مريم البينات هى بمعنى الخادم ووزن مريم عند النحويين مفعل لأن فعيلا لم يثبت فى الأبنية البينات المعجزات الواضحات كإحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص والاخبار بالمغيبات وأيدناه بروح القدس أى الطهارة وبالسكون حيث كان مكى أى بالروح المقدسة كما يقال حاتم الجود ووصفها بالقدس للاختصاص والتقريب أو بجبريل عليه السلام لأنه يأتى بما فيه حياة القلوب وذلك لأنه رفعه إلى السماء حين قصد اليهود قتله أو بالإنجيل كما قال فى القرآن روحا من أمرنا أو باسم الله الأعظم الذى كان يحيى الموتى بذكره أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى تحب أنفسكم استكبرتم تعظمتم عن قبوله ففريقا كذبتم كعيسى ومحمد عليهما السلام وفريقا تقتلون كزكريا ويحيى عليهما السلام ولم يقل قتلتم لوفاق الفواصل أو لأن المراد وفريقا تقتلونه بعد لأنكم تحومون حول قتل محمد عليه السلام لولا انى أعصمه منكم ولذلك سحرتموه وسممتم له الشاة والمعنى ولقد آتينا يابنى إسرائيل أنبياءكم ما آتيناهم فكلما جاءكم رسول منهم بالحق استكبرتم عن الإيمان به فوسط بين الفاء وما تعلقت به همزة التوبيخ والتعجب من شانهم وقالوا قلوبنا غلف جمع أغلف أى هى خلقة مغشاة بأغطية لا يتوصل اليها ما جاء به محمد عليه السلام ولا تفقهه


الصفحة التالية
Icon