البقرة ٨٨ - ٩١
مستعار من الأغلف الذى لم يختن بل لعنهم الله بكفرهم فرد الله أن تكون قلوبهم مخلوقة كذلك لأنها خلقت على الفطرة والتمكن من قبول الحق و إنما طردهم بكفرهم وزيغهم فقليلا ما يؤمنون فقليلا صفة مصدر محذوف أى فإيمانا قليلا يؤمنون وما مزيده وهو إيمانهم ببعض الكتاب وقيل القلة بمعنى العدم وقيل غلف تخفيف غلف وقرىء به جمع غلاف أى قلوبنا أوعية للعلوم فنحن مستغنون بما عندنا من غيره أو أوعيه للعلوم فلو كان ما جئت به حقا لقبلنا ولما جاءهم أى اليهود كتاب من عند الله أى القرآن مصدق لما معهم من كتابهم لا يخالفه وكانو من قبل يعنى القرآن يستفتحون على الذين كفروا يستنصرون على المشركين إذا قاتلوهم قالوا اللهم انصرنا يا لنبى المبعوث فى آخر الزمان الذى نجد نعته فى التوراة ويقولون لأعدائهم المشكرين قد أظل زمان نبى يخرج بتصديق ما قلنا فنقتلكم معه قتل عادو إرم فلما جاءهم ما عرفوا ما موصولة أى ما عرفوه وهو فاعل جاء كفروا به بغيا وحسدا وحرصا على الرياسة فلعنة الله على الكافرين أى عليهم وضعا للظاهر موضع المضمر للدلالة على أن اللعنة لحقتهم لكفرهم واللام للعهد أو للجنس ودخلوا فهي دخلولا فيه دخولا أوليا وجواب لما الأولى مضمر وهو نحو كذبوا به وأنكروه أو كفروا جواب الاولى والثانية لأن مقتضاهما واحد وما فى بئس ما نكرة موصوفة مفسرة لفاعل بئس أى بئس شيئا بئسما وبابه غير مهموز أبو عمرو اشتروا به أنفسهم أى باعوه والمخصوص بالذم أن يكفروا بما أنزل الله يعنى القرآن بغيا مفعول له أى حسدا وطلبا لما ليس لهم وهو علة اشتروا أن ينزل الله لأن ينزل أو على أن ينزل أى حسده على أن ينزل الله ينزل بالتخفيف مكى وبصرى من فضله الذى هو الوحى على من يشاء من عباده وهومحمد عليه السلام فباؤا بغضب على غضب فصاروا أحقاء بغضب مترادف لأنهم كفورا بنبى الحق وبغوا عليه أو كفروا بمحمد بعد عيسى عليهما السلام أو بعد قولهم عزير ابن الله وقولهم يد الله مغلولة وغير ذلك وللكافرين عذاب مهين مذل و إذا قيل لهم لهؤلاء اليهود آمنوا بما أنزل الله يعنى القرآن أو هو مطلق بتناول كل كتاب قالوا نؤمن بما أنزل علينا أى


الصفحة التالية
Icon