التوبة ٧٤ - ٧٧
وما عابوا إلا أن إن أغناهم الله ورسوله من فضله وذلك أنهم حين قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة فى ضنك من العيش لا يركبون الخيل ولا يحوزون الغنيمة فأثروا بالغنائم وقتل للجلاس مولى فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بديته آثنى عشر ألفا فاستغنى فإن يتوبوا عن الناق يك الثواب خيرا لهم وهى الآية التى تاب عندها الجلاس و إن يتولوا يصروا على النفاق يعذبهم الله عذابا أليما فى الدنيا والآخرة بالقتل والنار وما لهم فى الأرض من ولى ولا نصير ينجيهم من العذاب ومنهم من عاهد الله روى أن ثعلبة بن حاطب قال يا رسول الله ادع الله أن يرزقنى مالا فقال عليه السلام يا ثعلبة قليل تؤدى شكره خير من كثير لا تطيقه فراجعه وقال والذى بعثك بالحق لئن رزقنى مالا لأعطين كل ذى حق حقه فدعا له فاتخذ غنما فنمت كما ينمى الدود حتى ضاقت بها المدينة فنزل واديا وانقطع عن الجمعة والجماعة فسأل عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقيل كثر ماله حتى لا يسعه واد فقال يا ويح ثعلبة فبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم مصدقين لاخذ الصدقات فاستقبلهما الناس بصدقاتهم ومرا بثعلبة فسالاه الصدقة فقال ما هده إلا جزية وقال ارجعا حتى أرى رأيى فلمارجعا قال لهما رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل أن يكلماه يا ويح ثعلبة مرتين فنزلت فجاء ثعلبة بالصدقة فقال أن الله منعنى أن اقبل منك فجعل التراب على رأسه فقبض رسول الله صلى الله عليه و سلم فجاء بها إلى أبى بكر رضى الله عنه فلم يقبلها وجاء بها إلى عمر رضى الله عنه فى خلافته فلم يقبلها وهلك فى زمان عثمان رضى الله عنه لئن آتانا من فضله أى المال لتصدقن لنخرجن الصدقة والأصل لنتصدقن ولكن التاء أدغمت فى الصاد لقربها منها ولنكونن من الصالحين باخراج الصدقة فلما آتاهم من فضله أعطاهم الله المال ونالوا مناهم بخلوا به منعوا حق الله ولم يفوا بالعهد وتولوا عن طاعة الله وهم معرضون مصرون على الاعراض فأعقبهم نفاقا فى قلوبهم فأورثهم البخل نفاقا متمكنا فى قلوبهم لأنه كان سببا فيه إلى يوم يلقونه أى جزاء فعلهم وهو يوم القيامة بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون بسبب إخلافهم ما وعدوا الله من التصدق والصلاح وكونهم كاذبين ومنه جعل خلف