التوبة ٧٨ - ٨٠
الوعد ثلث النفاق ألم يعلموا يعنى المنافقين أن الله يعلم سرهم أى ما اسروه من النفاق بالعزم على اخلاف ما وعدوه ونجواهم وما يتناجون به فيما بينهم من المطاعن فى الدين وتسمية الصدقة جزية وتدبير منعها وان الله علام الغيوب فلا يخفى عليه شيء الذين محله النصب أو الرفع على الذم أو الجر على البدل من الضمير فى سرهم ونجواهم يلمزون المطوعين يعيبون المطوعين المتبرعين من المؤمنين فى الصدقات متعلق بيلمزون روى أن رسول االله صلى الله عليه و سلم حث على الصدقة فجاء عبد الرحمن بن عوف بأربعة آلاف درهم وقال كان لى ثمانية آلاف فاقرضت ربى أربعة وأمسكت أربعة لعيالى فقال عليه السلام بارك الله لك فيما أعطيت وفيما امسكت فبارك الله له حتى صولحت تماضر إمرأته عن ربع الثمن على ثمانين ألفا وتصدق عاصم بمائة وسق من تمر والذين عطف على المطوعين لا يجدون إلا جهدهم طاقتهم وعن نافع جهدهم وهما واحد وقيل الجهد الطاقة والجهد المشقة وجاء أبو عقيل بصاع من تمر فقال بت ليلتى أجر بالجرير على صاعين فتركت صاعا لعيالى وجئت بصاع فلمزهم المتنافقون وقالوا ما اعطى عبد الرحمن وعاصم إلا رياء و أما صاع أبى عقيب فالله غنى عنه فيسخرون منهم فيهزءون سخر الله منهم جازاهم على سخريتهم وهو خبر غير دعاء ولهم عذاب أليم مؤلم لما سأل عبد الله بن عبد الله ابن أبى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يستغفر لابيه فى مرضه نزل استغفر لهم أو لا تستغفر لهم وقد أمر أن هذا الامر فى معنى الخبر كأنه قيل لن يغفر الله لهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم أن تستغفر لهم سبيعن مرة فلن يغفر الله لهم والسبعون جار مجرى المثل فى كلامهم للتكثير وليس على التحديد والغاية إذ لو استغفر لهم مدة حياته لن يغفر الله لهم لأنهم كفار والله لا يغفر لمن كفر به والمعنى وان بالغت فى الاستغفار فلن يغفر الله لهم وقد وردت الأخبار بذكر السبيعن وكلها تدل على الكثرة لا على التحديد والغاية ووجه تخصيص السبيعين من بين سائر الأعداد أن العدد قليل وكثير فالقليل ما دون الثلاث والكثير الثلاث فما فوقها و أدنى الكثير الثلاث وليس لأقصاه غاية والعدد أيضا نوعان شفع ووتر واول واول الاشفاع إثنان و أول الاوتار ثلاثة والواحد ليس بعدد والسبعة أول الجمع الكثير من النوعين لأن فيها اوتارا ثلاثة وأشفاعا ثلاثة والعشرة كمال الحساب لأن ما جاوز العشرة فهو إضافة الآحاد إلى العشرة