التوبة ٩٣ - ٩٧
مع الخوالف أى بالانتظام فى جملة الخوالف وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون يعتذرون اليكم يقيمون لأنفسهم عذرا باطلا إذا رجعتم اليهم من هذه السفرة قل لا تعتذروا بالباطل لن نؤمن لكم لن نصدقكم وهو علة للنهى عن الاعتذار لأن غرض المعتذر أن يصدق فيما يعتذر به قد نبانا الله من أخباركم علة لانتفاء تصديقهم لأنه تعالى إذا أوحى إلى رسوله الاعلام بأخبارهم وما في ضمائرهم لم يستقم مع ذلك تصديقهم فى معاذيرهم وسيرى الله عملكم ورسوله أتنيبون أم تثبتون على كفركم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة أى تردون إليه وهو عالم كل سر وعلانية فينبئكم بما كنتم تعلمون فيجازيكم على حسب ذلك سيحلفون بالله لكم إذا انقلتم اليهم لتعرضوا عنهم لتتركوهم ولا توبخوهم فاعرضوا عنهم فاعطوهم طلبتهم أنهم رجس تعليل لترك معاتبتهم أى أن المعاتبة لا تنفع فيهم لا تصلحهم لأنهم أرجاس لا سبيل إلى تطهيرهم ومأواهم جهنم ومصيرهم النار يعنى وكفتهم النار عتابا وتوبيخا فلا تتكلفوا عتابهم جزاء بما كانوا يكسبون أى يجزون جزاء كسبهم يحلفون لكم لترضوا عنهم أى غرضهم بالحلف بالله طلب رضاكم لينفعهم ذلك فى دنياهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين أى فإن رضاكم وحدكم لا ينفعهم إذا كان الله ساخطا عليهم وكانوا عرضة لعاجل عقوبته وآجلها و إنما قيل ذلك لئلا يتوهم أن رضا المؤمنين يقتضى رضا الله عنهم الأعراب أهل البدو أشد كفرا ونفاقا من أهل الحضر لجفائهم وقسوتهم وبعدهم عن العلم والعلماء وأجدر أن لا يعلموا وأحق بأن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله يعنى حدود الدين وما أنزل الله من الشرائع والاحكام ومنه قوله عليه السلام إن الجفاء والقسوة فى الفدادين يعنى الاكرة لأنهم يفدون أى يصيحون فى حروثهم