التوبة ٩٧ - ١٠٠
والفديد الصياح والله عليم بأحوالهم حكيم فى إمهالهم ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق أي يتصدق مغرما غرامة وخسرانا لأنه لا ينفق إلا تقية من المسلمين ورياء لا لوجه الله وابتغاء المثوبة عنده ويتربص بكم الدوائر أى دوائر الزمان وتبدل الاحوال بدور الأيام لتذهب غلبتكم عليه فيتخلص من إعطاء الصدقة عليهم دائرة السوء أى عليهم تدور المصائب والحروب التى يتوقعون وقعوها فى المسلمين السوء مكى و أبو عمرو وهو العذاب والسوء بالفتح ذم للدائرة كقولك رجل سوء فى مقابلة قولك رجل صدق والله سميع ما يقولون إذا توجهت عليهم الصدقة عليم بما يضمرونه ومن الاعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق فى الجهاد والصدقات قربات أسبابا للقربة عند الله وهو مفعول ثان ليتخذ وصلوات الرسول أى دعاءه لأنه عليه السلام كان يدعوا للمتصدقين بالخير والبركة ويستغفر لهم كقوله اللهم صل على آل أبى أوفى ألا إنها أى النفقةاو صلوات الرسول قربة لهم قربة نافع وهذا شهادة من الله للمتصدق بصحة ما اعتقد من كون نفقته قربات وصلوات وتصديق لرجائه على طريق الاستئناف مع حرفى التبنيه والتحقيق المؤذين بثبات الأمر وتمكنه وكذلك سيدخلهم الله فى رحمته أى جنته وما فى السين من تحقيق الوعد ومادل هذا الكلام على رضا الله عن المتصدقين و أن لصدقة منه بمكان إذا خلصت النية من صاحبها إن الله غفور يستر عيب المخل رحيم يقبل جهد المقل والسابقون مبتدأ الألولون صفة لهم من المهاجرين تبين لهم وهم الذين صلوا إلى القبلتين أو الذين شهدوا بدرا أو بيعة الرضوان والأنصار عطف على المهاجرين أى ومن الانصار وهم أهل بيعة العقبة الاولى وكانوا سبعة نفر و أهل العقبة الثانية وكانوا سبعين والذين اتبعوهم باحسان من المهاجرين والأنصار فكانوا سائر الصحابة وقيل هم الذين اتبعوهم بالايمان والطاعة إلى يوم القيامة والخبر رضى الله عنهم بأعمالهم الحسنة ورضوا عنه بما أفاض عليهم من نعمته الدينية والدنيوية وأعد لهم عطف على رضى جنات تجرى تحتها الأنهار من تحتها مكى


الصفحة التالية
Icon