التوبة ١٠٠ - ١٠٢
خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم وممن حولكم يعنى حول بلدتكم وهى المدينة من الاعراب منافقون وهم جهينة واسلم وأشجع وغفار كانوا نازلين حولها ومن أهل المدينة عطف على خبر المبتدأ الذى هو ممن حولكم والمبتدأ منافقون ويجوز أن يكون جملة معطوفة على المبتدا والخبر إذا قدرت و من أهل المدينة قوم مردواعلى النفاق أى تمهروا فيه على أن مردوا صفة موصوف محذوف وعلى الوجه الأول لا يخلو من أن يكون كلاما مبتدأ أو صفة لمنافقون فصل بينها وبينه بمعطوف على خبره ودل على مهارتهم فيه بقوله لا تعلمهم أى يخفون عليك مع فطنتك وصدق فراستك لفرط تنوقهم فى تحامى ما يشككك فى أمرهم ثم قال نحن نعلمهم أى لا يعلمهم إلا الله ولا يطلع على سرهم غيره لأنهم يبطنون الكفر فى سويداء قلوبهم ويبرزون لك ظاهرا كظاهر المخلصين من المؤمنين سنعذبهم مرتين هما القتل وعذاب القبر أو الفضيحة وعذاب القبر أو اخذ الصدقات من اموالهم ونهك أبدانهم ثم يردون إلى عذاب عظيم أى عذاب النار وآخرون أى قوم آخرون سوى المذكورين اعترفوا بذنبوهم أى لم يعتذروا من تخلفهم بالمعاذير الكاذبة كغيرهم ولكن اعترفوا على أنفسهم بأنهم بئس ما فعلوا نادمين وكانوا عشرة فسبعة منهم لما بلغهم ما نزل فى المتخلفين أوثقوا أنفسهم على سوارى المسجد فقدم رسول الله صلى الله عليه و سلم فدخل المسجد فصلى ركعتين وكانت عادته كلما قدم من سفر فرآهم موثقين فسال عنهم فذكر له أنهم اقسموا أن لا يحلوا أنفسهم حتى يكون رسول الله صلى الله عليه و سلم هو الذى يحلهم فقال و أنا أقسم أن لا أحلهم حتى أومر فيهم فنزلت فأطلقهم فقالوا يا رسول الله هذه أموالنا التى خلفتنا عنك فتصدق بها وطهرنا فقال ما أمرت أن آخذ من اموالكم شيئا فنزل خذ من اموالهم صدقة خلطوا عملا صالحا خروجا إلى الجهاد وآخر سيئا تخلفا عنه أو التوبة والاثم وهو من قولهم بعت الشاء شاة ودرهما فالواو بمعنى الباء لأن الواو للجمع والباء للالصاق فيتناسبان أو المعنى خلط كل واحد منهما بالآخر فكل واحد منهما مخلوط ومخلوط به كقولك خلطت الماء واللبن تريد خلطت كل واحد منهما بصاحبه بخلاف قولك خلطت الماء باللبن لأنك جعلت الماء مخلوطا واللبن مخلوطا به و إذا قلته بالواو فقد جعلت الماء واللبن مخلوطين ومخلوطا بهما كانك قلت خلطت الماء باللبن واللبن بالماء عسى الله أن يتوب عليهم أن الله غفور رحيم


الصفحة التالية
Icon