التوبة ١٠٣ - ١٠٦
ولم يذكر توبتهم لأنه ذكر اعترافهم بذنوبهم وهو دليل على التوبة خذ من اموالهم صدقة كفارة لذنبوهم وقيل هى الزكاة تطهرهم عن الذنوب وهو صفة لصدقة والتاءللخطاب أو لغيبة المؤنث والتاء فى وتزكيهم للخطاب لا محالة بها بالصدقة والتزكية مبالغة فى التطهير وزيادة فيه أو بمعنى الانماء والبركة فى المال وصل عليهم واعطف عليهم بالدعاء لهم وترحم والسنة أن يدعوا المصدق لصاحب الصدقة إذا أخذها إن صلواتك صلاتك كوفى غير أبى بكر قيل الصلاة أكثر من الصلوات لانها للجنس سكن لهم يسكنون إليه وتطمئن قلوبهم بأن الله قد تاب عليهم والله سميع لدعائك أو سميع لاعترافهم بذنبوهم ودعائهم عليم بما فى ضمائرهم من الندم والغم لما فرط منهم ألم يعلموا المراد المتوب عليهم أى ألم يعلموا قبل أن يتاب عليهم وتقبل صدقاتهم أن الله هو يقبل التوبة عن عباده إذا صحت ويأخذ الصدقات ويقبلها إذا صارت عن خلوص النية وهو للتخصيص أى أن ذلك ليس إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم إنما الله هو الذى يقبل التوبة ويردها فاقصدوه بها ووجهوها إليه وان الله هو التواب كثير قبول التوبة الرحيم يعفو الحوبة وقل لهؤلاء التائبين اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين أى فإن عملكم لا يخفى خيرا كان أو شرا على الله وعباده كما رأيتم وتبين لكم أو غير التائبين ترغيبا لهم فى التوبة فقد روى أنه لما تيب عليهم قال الذين لم يتوبوا هؤلاء الذين تابوا كانوا بالأمس معنا لا يكلمون ولا يجالسون فما لهم فنزلت وقوله تعالى فسيرى الله وعيد لهم وتحذير من عاقبة الاصرار والذهول عن التوبة وستردون إلى عالم الغيب ما يغيب عن الناس والشهادة ما يشاهدونه فينبئكم بما كنتم تعلمون تنبئة تذكير ومجازاة عليه وآخرون مرجون لأمر الله بغير همز مدنى وكوفى غير أبى بكر مرجئون غيرهم من أرجيته وأرجأته إذا أخرته ومنه المرجئة أى وآخرون من المتخلفين موقوفون إلى أن يظهر أمر الله فيهم إما يعذبهم أن أصروا ولم يتوبوا وإما يتوب عليهم إن تابوا وهم ثلاثة كعب بن مالك وهلال بن أمية ومراره بن الربيع والضابط


الصفحة التالية
Icon