التوبة ١٠٦ - ١٠٨
مكة تخلفوا عن غزوة تبوك وهم الذين ذكروا فى قوله وعلى الثلاثة الذين خلفوا والله عليم برجائهم حكيم فى ارجائهم واما للشك وهو راجع إلى العباد أى خافوا عليهم العذاب وارجوا لهم الرحمة وروى أنه عليه السلام أمر أصحابه أن لا يسلموا عليهم ولا يكلموهم ولم يفعلوا كما فعل ذلك الفريق من شد انفسهم على السوارى واظهار الجزع والغم فلما علموا أن أحدا لا ينظر اليهم فوضوا أمرهم إلى الله وأخلصوا نياتهم ونصحت توبتهم فرحمهم الله والذين اتخذوا مسجدا تقديره ومنهم الذين اتخذوا الذين بغير واو مدنى وشامى وهو مبتدأ خبره محذوف أى جازيناهم روى أن بنى عمرو بن عوف لما بنوا مسجد قباء بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن ياتيهم فاتاهم فصلى فيه فحسدتهم اخوانهم بنو غنم بن عوف وقالوا نبنى مسجدا ونرسل إلى رسول الله يصلى فيه ويصلى فيه أبو عامر الراهب إذ قدم من الشام وهو الذى قال لرسول الله عليه السلام يوم أحد لا أجد قوما يقاتلونك إلا قاتلتك معهم فلم يزل يقاتله إلى يوم حنين فبنوا مسجدا إلى جنب مسجد قباء وقالوا للنبى صلى الله عليه و سلم بنينا مسجدا لذى العلة والحاجة ونحن نحب أن تصلى لنا فيه فقال إنى على جناح سفر واذا قدمنا من تبوك إن شاء الله صلينا فيه فلما قفل من غزوة تبوك سألوه اتيان المسجد فنزلت عليه فقال لوحشى قاتل حمزة ومعن بن عدى وغيرهما انطلقوا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدموه واحرقوه ففعلوا وأمر أن يتخذ مكانه كناسة تلقى فيها الجيف والقمامة ومات أبو عامر بالشام ضرارا مفعول له وكذا ما بعده أى مضارة لاخوانهم أصحاب مسجد قباء وكفرا وتقوية للنفاق وتفريقا بين المؤمنين لأنهم كانوا يصلون مجتمعين فى مسجد قباء فأرادوا أن يتفرقوا عنه وتختلف كلمتهم وارصادا لمن واعدادا لأجل من حارب الله ورسوله وهو الراهب أعدوه له ليصلى فيه ويظهر على رسول الله صلى الله عليه و سلم وقيل كل مسجد بنى مباهاة أو رياء أو سمعة أو لغرض سوى ابتغاء وجه الله أو بمال غير طيب فهو لا حق بمسجد بنى الضرار من قبل متعلق بحارب أى من قبل بناء هذا المسجد يعنى يوم الخندق وليحلفن كاذبين أن أردنا إلا الحسنى ما أردنا ببناء هذا المسجد إلا الخصلة الحسنى وهى الصلاة وذكر الله والتوسعة على المصلين والله يشهد أنهم لكاذبون فى حلفهم لا تقم فيه أبدا للصلاة لمسجد أسس على التقوى اللام للابتداء وأسس نعت له وهو مسجد قباء أسسه رسول الله صلى الله عليه و سلم وصلى فيه أيام مقامه بقباء وهى يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس وخرج يوم الجمعة أو مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم بالمدينة من أول يوم من أيام وجوده قيل القياس فيه مذلأنه الغاية فى الزمان ومن لابتداء الغاية فى المكان والجواب أن من


الصفحة التالية
Icon