التوبة ١٠٨ - ١١٠
عام فى الزمان والمكان احق أن تقوم فيه مصليا فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين قيل لما نزلت مشى رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعه المهاجرون حتى وقفوا على باب مسجد قباء فإذا الأنصار جلوس فقال أمؤمنون أنتم فسكت القوم ثم أعادها فقال عمر يا رسول الله إنهم لمؤمنون و أنا معهم فقال عليه السلام اترضون بالقضاء قالوا نعم قال أتصبرون على البلاء قالوا نعم قال أتشكرون فى الرخاء قالوا نعم قال عليه السلام مؤمنون أنتم ورب الكعبة فجلس ثم قال يا معشر الانصار إن الله عز و جل قد أثنى عليكم فما الذى تصنعون عند الوضوء وعند الغائط قالوا يا رسول الله نتبع الغائط الاحجار الثلاثة ثم نتبع الأحجار الماء فتلا النبى عليه السلام رجال يحبون أن يتطهروا قيل هو عام فى التطهر عن النجاسات كلها وقيل هو التطهر من الذنوب بالتوبة ومعنى محبتهم للتطهر أنهم يؤثرونه ويحرصون عليه حرص المحب للشيء ومعنى محبة الله إياهم أنه يرضى عنهم ويحسن اليهم كما يفعل المحب بمحبوبه أفمن أسس بنيانه وضع أساس ما يبنيه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار هذا سؤال تقرير وجوابه مسكوت عنه لوضوحه والمعنى أفمن أساس بنيان دينه على قاعدة محكمة وهى تقوى الله ورضوانه خير أم من أسسه على قاعدة أضعف القواعد وهو الباطل والنفاق الذى مثله مثل شفا جرف هار فى قلة الثبات والاستمساك وضع شفا الجرف فى مقابلة التقوى لأنه جعل مجازا عما ينافى التقوى والشفا الحرف والشفير وجرف الوادى جانبه الذى يتحفر أصله بالماء وتجرفه السيول فيبقى واهيا والهار الهائر وهو المتصدع الذى أشفى على التهدم والسقوط ووزنه فعل قصر عن فاعل كخلف من خالف وألفه ليس بألف فاعل و إنما هى عينه وأصله هور فقلبت ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ولا ترىأبلغ من هذا الكلام ولا أدل على حقيقة الباطل وكنه أمره أفمن أسس بنيانه امن أسس بنيانه شامى ونافع جرف شامى وحمزة ويحيى هار بالامالة أبو عمرو وحمزة فى رواية يحيى فانهار به فى نار جهنم فطاح به الباطل فى نار جهنم ولما جعل الجرف الهائر مجازا عن الباطل رشح المجاز فجيء بلفظ الانهيار الذى هو للجرف وليصور أن المبطل كأنه أسس بنيانه على شفا جرف هار من اودية جهنم فانهار به ذلك الجرف فهوى فى قعرها قال جابر رأيت الدخان يخرج من مسجد الضرار حين انهار والله لا يهدى القوم الظالمين لا يوفقهم للخير عقوبة لهم على نفاقهم لا يزال بنيانهم الذى بنوا ريبة فى قلوبهم لا يزال هدمه سبب شك ونفاق زائد على شكهم ونفاقهم لما غاظهم من ذلك وعظم علمهم إلا أن تقطع قلوبهم شامى وحمزة