التوبة ١١٠ - ١١٢
وحفص اي تنقطع غيرهم تقطع أى إلا أن تقطع قلوبهم قطعا وتفرق أجزاء فحينئذ يسلون عنه واما ما دامت سالمة مجتمعة فالريبة باقية فيها متمكنة ثم يجوز أن يكون ذكر التقطع تصويرا لحال زوال الريبة عنها ويجوز أن يراد حقيقة تقطيعها وما هو كائن منه بقتلهم أو فى القبور أو في النار أو معناه إلا أن يتوبوا توبة تتقطع بها قلوبهم ندما وأسفا على تفريطهم والله عليم بعزائمهم حكيم فى جزاء جرائمهم إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة مثل الله اثابتهم بالجنة على بذلهم أنفسهم وأموالهم فى سبيله بالشراء وروى تاجرهم فأغلى لهم الثمن وعن الحسن انفسا هو خلقها واموالا هو رزقها ومر برسول الله صلى الله عليه و سلم أعرابى وهو يقرؤها فقال بيع والله مربح لا نقيله ولا نستقيله فخرج إلى الغزو واستشهد يقاتلون فى سبيل الله بيان محل التسليم فيقتلون ويقتلون أى تارة يقتلون العدو وطورا يقتلهم العدو فيقتلون ويقتلون حمزة وعلى وعدا عليه مصدر أى وعدهم بذلك وعدا حقا صفته أخبر أن هذا الوعد الذى وعده للمجاهدين فى سبيله وعد ثابت قد أثبته فى التوراة والانجيل والقرآن وهو دليل على أهل كل ملة أمروا بالقتال ووعدوا عليه ثم قال ومن أوفى بعهده من الله لأن اخلاف الميعاد قبيح لا يقدم عليه الكريم منا فكيف بأكرم الأكرمين ولا نرى ترغيبا فى الجهاد أحسن منه وأبلغ فاستبشروا ببيعكم الذى بايعتم به فافرحوا غاية الفرح فانكم تبيعون فانيا بباق وذلك هو الفوز العظيم قال الصادق ليس لأبدانكم ثمن إلا الجنة فلا تبيعوها إلا بها التائبون رفع على المدح أى هم التائبون يعنى المؤمنين المذكورين أو هو مبتدأ خبره العابدون أى الذين عبدوا الله وحده وأخلصوا له العبادة وما بعد خبر بعد خبر أى التائبون من الكفر على الحقيقة الجامعون لهذه الخصال وعن الحسن هم الذين تابوا من الشرك وتبرءوا من النفاق الحامدون على نعمة الإسلام السائحون الصائمون لقوله عليه السلام سياحة أمتى الصيام أو طلبة العلم لأنهم يسيحون فى الأرض يطلبونه فى مظانه أو السائرون فى الأرض للاعتبار الراكعون الساجدون المحافظون على الصلوات الآمرون بالمعروف بالإيمان والمعرفة والطاعة والناهون عن المنكر عن الشرك والمعاصى


الصفحة التالية
Icon