التوبة ١١٢ - ١١٧
ودخلت الواو للاشعار بأن السبعة عقد تام أو للتضاد بين الأمر والنهى كما فى قوله ثيبات وأبكارا والحافظون لحدود الله أوامره ونواهيه أو معالم الشرع وبشر المؤمنين المتصفين بهذه الصفات وهم عليه السلام أن يستغفر لأبى طالب فنزل ما كان للنبى والذين آمنوا أن يستغفورا للمشركين ولو كانوا اولى قربى أى ماصح له الاستغفار فى حكم الله وحكمته من بعاد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم من بعد ما ظهر لهم أنهم ماتوا على الشرك ثم ذكر عذر إبراهيم فقال وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه أى وعد ابوه اياه أن يسلم أو هو وعد أباه أن يستغفر وهو قوله لأستغفر لك دليله قراءة الحسن وعدها اباه ومعنى استغفاره سؤاله المغفرة له بعد ما أسلم أو سؤاله اعطاء الإسلام الذى به يغفر له فلما تبين من جهة الوحى له لابراهيم انه أن أباه عدو لله بأن يموت كافرا وانقطع رجاؤه عنه تبرأ منه وقطع استغفاره إن إبراهيم لاواه وهو المتاوه شفقا وفرقا ومعناه أنه لفرط ترحمه ورقته كان يتعطف على أبيه الكافر حليم هو الصبور على البلاء الصفوح عن الأذى لأنه كان يستغفر لأبيه وهو يقول لأرجمنك وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون أى ما أمر الله باتقائه واجتنابه كالاستغفار للمشركين وغيره مما نهى عنه وبين أنه محذور لا يؤاخذ به عباده الذين هداهم للاسلام ولا يخدلهم إلا إذا قدموا عليه بعد بيان حظره وعلمهم بأنه واجب الاجتناب واما قبل العلم والبيان فلا وهذا بيان لعذر من خاف المؤاخذة بالاستغفار للمشركين والمراد بما يتقون ما يجب اتقاؤه للنهى فأما ما يعلم بالعقل فغير موقوف على التوقيف إن الله بكل شيء عليم إن الله له ملك السموات و الأرض يحيى ويميت وما لكم من دون الله من ولى ولا نصير لقد تاب الله على النبى أى تاب الله عليه من إذنه للمنافقين فى التخلف عنه كقوله عفا الله عنك والمهاجرين والانصار فيه بعث للمؤمنين على التوبة و أنه ما من مؤمن إلا وهو محتاج إلى التوبة والاستغفار حتى