التوبة ١٢٠ - ١٢٢
عن نفسه عما يصيب نفسه أى لا يختاروا بقاء انفسهم على نفسه في الشدائد بل أمروا بأن يصحبوه فى البأساء والضراء ويلقوا أنفسهم بين يديه فى كل شدة ذلك النهى عن التخلف بأنهم بسبب أنهم لايصيبهم ظمأ عطش ولا نصب تعب ولا مخمصة مجاعة فى سبيل الله فى الجهاد ولا يطئون موطئا ولا يدوسون مكانا من امكنة الكفار بحوافر خيولهم واخفاف وراحلهم وأرجلهم يغيظ الكفار يغضبهم ويضيق صدورهم و لا ينالون من عدو نيلا ولا يصيبون منهم إصابة بقتل أو أسر أو جرح أو كسر أو هزيمة إلا كتب لهم به عمل صالح عن ابن عباس رضى الله عنهما لكل روعة سبعون ألف حسنة يقال نال منه إذا رزأه ونقصه وهو عام فى كل ما يسوءهم وفيه دليل على أن من قصد خيرا كان سعيه فيه مشكورا من قيام وقعود ومشى وكلام وغير ذلك وعلى أن المدد يشارك الجيش فى الغنيمة بعد انقضاء الحرب لأن وطء ديارهم مما يغيظهم وقد أسهم النبى صلى الله عليه و سلم لابنى عامر وقد قدما بعد تقضى الحرب والموطئ اما مصدر كالمورد و اما مكان فإن كان مكانا فمعنى يغيظ الكفار يغيطهم وطؤه إن الله لا يضيع أجر المحسنين أى أنهم محسنون والله لا يبطل ثوابهم ولا ينفقون نفقة فى سبيل الله صغيرة ولو تمرة ولا كبيرة مثل ما أنفق عثمان رضى الله عنه فى جيش العسرة ولا يقطعون واديا أى أرضا فى ذهابهم ومجيئهم وهو كل منفرج بين جبال وآكام يكون منفذا للسيل وهو فى الأصل فاعل من ودى إذا سال ومنه الودى وقد شاع فى الاستعمال بمعنى الأرض إلا كتب لهم من الانفاق وقطع الوادى ليجزيهم الله متعلق بكتب أى أثبت فى صحائفهم لأجل الجزاء أحسن ما كانوا يعملون أى يجزيهم على كل واحد جزاء أحسن عمل كان لهم فيلحق ما دونه به توفيرا لأجرهم وما كان المؤمنون لينفروا كافة الام لتأكيد النفى أى أن نفير الكافة عن أوطانهم لطلب العلم غير صحيح للافضاء إلى المفسدة فلولا نفر فحين لم يكن نفير الكافة فهلا نفر من كل فرقة منهم طائفة أى من كل جماعة كثيرة جماعة قليلة منهم يكفونهم النفير ليتفقهوا فى الدين ليتكلفوا الفقاهة فيه