يونس ٣ - ٥
الله الذى خلق السموات و الأرض فى ستة أيام ثم استوى على العرش أى استولى فقد يقدس الديان عن المكان والمعبود عن الحدود يدبر يقضى ويقدر على مقتضى الحكمة الأمر أى أمر الخلق كله وأمر ملكوت السموات و الأرض والعرش ولما ذكر ما يدل على عظمته وملكه من خلق السموات و الأرض والاستواء على العرش أتبعها هذه الجملة لزيادة الدلالة على العظمة و أنه لا يخرج أمر من الامور عن قضائه وتقديره وكذلك قوله ما من شفيع إلا من بعد اذنه دليل على عزته وكبريائه ذلكم العظيم الموصوف بما وصف به الله ربكم وهو الذى يستحق العبادة فاعبدوه وجدوه ولا تشركوا به بعض خلقه من إنسان أو ملك فضلا عن جماد لا يضر ولا ينفع أفلا تذكرون افلا تتدبرون فتستدلون بوجود المصالح والمنافع على وجود المصلح النافع إليه مرجعكم جميعا حال أى لا ترجعون فى العاقبة إلا إليه فاستعدوا للقائه والمرجع الرجوع أو مكان الرحوع وعد الله مصدر مؤكد لقوله إليه مرجعكم حقا مصدر مؤكد لقوله وعد الله إنه يبدؤا الخلق ثم يعيده استئناف معناه التعليل لوجوب المرجع إليه ليجزى الذين آمنوا وعملوا الصالحات أى الحكمة بابتداء الخلق وإعادته هو جزاء المكلفين على أعمالهم بالقسط بالعدل وهو متعلق بيجزى أى ليجزيهم بقسطه وليوفيهم أجورهم او بقسطهم أى بما أقسطوا وعدلوا ولم يظلموا حين آمنوا اذ الشرك ظلم إن الشرك لظلم عظيم وهذا أوجه لمقابلة قوله والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون ولوجه كلامى هو الذى جعل الشمس ضياء الياء فيه منقلبة عن واو ضوء لكسرة ما قبلها وقلبها قتيل ؟ ؟ همزة لأنها للحركة اجمل والقمر نورا والضياء أقوى من النور فلذا جعله للشمس وقدره وقدر القمر أى وقدر مسيره منازل أو وقدره ذا منازل كقوله والقمر قدرناه منازل لتعلموا عدد السنين أى عدد السنين والشهور فاكتفى بالسنين لاشتمالها على الشهور والحساب وحساب الآجال والمواقيت المقدرة بالسنين والشهور ما خلق الله ذلك المذكور إلا ملتبسا بالحق الذى هو