يونس ٥ - ١٠
الحكمة البالغة ولم يخلقه عبثا يفصل الآيات مكى وبصرى وحفص وبالنون غيرهم لقوم يعلمون فينتفعون بالتأمل فيها إن فى اختلاف الليل والنهار فى مجيء كل واحد منها خلف الآخر أو فى اختلاف لونيهما وما خلق الله فى السموات و الأرض من الخلائق لآيات لقوم يتقون خصهم بالذكر لأنهم يحذرون الآخرة فيدعوهم الحذر إلى النظر إن الذين لا يرجون لقاءنا لا يتوقعونه اصلا ولا يخطرونه ببالهم لغفلتهم عن التفطن للحقائق أو لا يؤملون حسن لقائنا كما يؤمله السعداء أو لا يخافون سوء لقائنا الذى يجب أن يخاف ورضوا بالحياة الدنيا من الآخرة وآثروا القليل الفانى على الكثير الباقى واطمأنوا بها وسكنوا فيها سكون من لا يزعد ؟ ؟ عنها فبنوا شديدا واملوا بعيدا والذين هم عن آياتنا غافلون لا يتفكرون فيها ولا وقف عليه لأن خبر أن أولئك مأواهم النار فأولئك مبتدأ وماؤهم مبتدأ ثان والنار خبره والجملة خبر أولئك والباء فى بما كانوا يكسبون يتعلق بمحذوف دل عليه الكلام وهو جوزوا إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بايمانهم يسددهم بسبب ايمانهم للاستقامة على سلوك الطريق السديد المؤدى إلى الثواب ولذا جعل تجرى من تحتهم الانهار بيانا له وتفسيرا إذ التمسك بسبب السعادة كالوصول إليها أو يهديهم فى الآخرة بنور ايمانهم إلى طريق الجنة ومنه الحديث أن المؤمن إذا خرج من قبره صور له عمله فى صورة حسنة فيقول له أنا عملك فيكون له نورا وقائدا إلى الجنة والكافر إذا خرج من قبره صور له عمله فى صورة سيئة فيقول له أنا عملك فينطلق به حتى يدخله النار وهذا دليل على أن الإيمان المجرد منج حيث قال بايمانهم ولم يضم إليه العمل الصالح فى جنات النعيم متعلق بتجرى أو حال من الانهار دعواهم فيها سبحانك اللهم أى دعاؤهم لأن اللهم نداء لله ومعناه اللهم أنا نسبحك أى يدعون الله بقولهم سبحانك اللهم تلذذا بذكره لاعبادة وتحيتهم فيها سلام أى يحيى بعضهم بعضا بالسلام أو هى تحية الملائكة إياهم واضيف المصدر إلى المفعول أو تحية الله لهم وآخر دعواهم وخاتمة دعائهم الذى هو التسبيح أن الحمد