يونس ١٠ - ١٣
لله رب العالمين أن يقولوا الحمد لله رب العالمين أن مخففة من الثقيلة واصله أنه الحمد لله رب العالمين والضمير للشأن قيل أول كلامهم التسبيح و آخره التحميد فيبتدءون بتعظيم الله وتنزيهه ويختمون بالشكر والثناء عليه ويتكلمون بينهما بما أرادوا ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير أصله ولو يعجل الله للناس الشر تعجيله لهم الخير فوضع استعجالهم بالخير موضع تعجيله لهم الخير اشعارا بسرعة اجابته لهم والمراد أهل مكة وقولهم فأمطر علينا حجارة من السماء اي ولو عجلنا لهم الشر الذى دعوا به كما نعجل لهم الخير ونجيبهم إليه لقضى إليهم أجلهم لأميتوا وأهلكوا لقضى إليهم أجلهم شامى على البناء للفاعل وهو الله عز و جل فنذر الذين لا يرجون لقاءنا فى طغيانهم شركهم وضلالهم يعمهون يترددون ووجه اتصاله بما قبله أن قوله ولو يعجل الله متضمن معنى نفى التعجيل كأنه قيل ولا نعجل لهم الشر ولا نقضى اليهم أجلهم فنذرهم فى طغيانهم أي فنمهلهم ونفيض عليهم النعمة مع طغيانهم إلزاما للحجة عليهم واذا مس الانسان أصابه والمراد به الكافر الضر دعانا أى دعا الله لإزالته لجنبه فى موضع الحال بدليل عطف الحالين أى أو قاعداأو قائما عليه أى دعانا مضطجعا وفائدة ذكر هذه الأحوال أن المضرور لا يزال داعيا لا يفتر عن الدعاء حتى يزول عنه الضر فهو يدعونا فى حالاته كلها كان مضطجعا عاجزا عن النهوض أو قاعدا لا يقدر على القيام أو قائما لا يطيق المشي فلما كشفنا عنه ضره أزلنا ما به مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه أى مضى على طريقته الأولى قبل مس الضر ونسى حال الجهد أو مر عن موقف الابتهال والتضرع لا يرجع إليه كأنه لا عهد له به والأصل كأنه لم يدعنا فخفف وحذف ضمير الشأن كذلك مثل ذلك التزيين زين للمسرفين للمجاوزين الحد فى الكفر زين الشيطان بوسوسته ما كانوا يعملون من الاعراض عن الذكر واتباع الكفر ولقد أهلكنا القرون من قبلكم يا أهل مكة لما ظلموا أشركوا وهو ظرف لأهلكنا والواو فى وجاءتهم رسلهم للحال ا ظلموا بالتكذيب وقد جاءتهم رسلهم بالبينات بالمعجزات وما كانو ليؤمنوا أن بقوا ولم يهلكوا لأن الله علم منهم أنهم يصرون


الصفحة التالية
Icon