يونس ٢٠ - ٢٢
ثواب وعقاب ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه أى آية من الآيات التى اقترحوها فقل إنما الغيب لله أى هو المختص بعلم الغيب فهو العالم بالصارف عن انزال الآيات المقترحة لا غير فانتظروا نزول ما اقترحتموه إنى معكم من المنتظرين لما يفعل الله بكم لعنادكم وجحودكم الآيات و إذا أذقنا الناس أهل مكة رحمة خصبا وسعة من بعد ضراء مستهم يعنى القحط والجوع إذا لهم مكر فى آياتنا أى مكروا بآياتنا بدفعها وإنكارها روى أنه تعالى سلط القحط سبع سنين على أهل مكة حتى كادوا يهلكون ثم رحمهم بالحيا فلما رحمهم طفقوا يطعنون فى آيات الله ويعادون رسول الله صلى الله عليه و سلم ويكيدونه فإذا الاولى للشرط والثاينة جوابها وهى للمفاجأة وهو كقوله و إن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون أى وان تصبهم سيئة قنطوا و إذا أذقنا الناس رحمة مكروا والمكر إخفاء الكيد وطيه من الجارية الممكورة المطوية الخلق ومعنى مستهم خالطتهم حتى أحسوا بسوءأثرها فيهم و إنما قال قل الله أسرع مكرا ولم يصفهم بسرعة المكر لأن كلمة المفاجأة دلت على ذلك كأنه قال و إذا رحمناهم من بعد ضراء فاجؤا وقوع المكر منهم وسارعوا إليه قبل أن يغسلوا رءوسهم من مس الضراء إن رسلنا يعنى الحفظة يكتبون ما تمكرون إعلام بأن ما تظنونه خافيا لا يخفى على الله وهو منتقم منكم وبالياء سهل هو الذى يسيركم فى البر والبحر يجعلكم قادرين على قطع المسافات بالارجل والدواب والفلك الجارية فى البحار أو يخلق فيكم السير ينشركم شامى حتى إذا كنتم فى الفلك أى السفن وجرين أى السفن بهم بمن فيها رجوع من الخطاب إلى الغيبة للمبالغة بريح طيبة لينة الهبوب لاعاصفة ولا ضعيفة وفرحوا بها بتلك الريح للينها واستقامتها جاءتها أى الفلك أو الريح الطيبة أى تلقتها ريح عاصف ذات عصف أى شديدة الهبوب وجاءهم الموج هو ما علا على الماء من كل مكان من البحر أو من جميع امكنة الموج وظنوا أنهم أحيط بهم أهلكوا جعل إحاطة العدوا بالحى مثلا فى الاهلاك دعوا الله مخلصين له الدين من غير إشراك به لأنهم


الصفحة التالية
Icon