يونس ٢٢ - ٢٤
لا يدعون حينئذ معه غيره يقولون لئن أنجيتنا من هذه الأهوال أو من هذه الريح لنكونن من الشاكرين لنعمتك مؤمنين بك متمسكين بطاعتك ولم يجعل الكون فى الفلك غاية للتسيير فى البحر ولكن مضمون الجملة الشرطية الواقعة بعد حتى بما فى حيزها كأنه قيل يسيركم حتى إذا وقعت هذه الحادثة وكان كيت و كيت من مجئ الريح العاصف وتراكم الأمواج والظن بالهلاك والدعاء بالإنجاء وجواب إذا جاءتها ودعوا بدل من ظنوا لأن دعاءهم من لوازم ظنهم للهلاك فهو ملتبس به فلما أنجاهم إذا هم يبغون فى الأرض يفسدون فيها بغير الحق باطلا أى مبطلين يا أيها الناس إنما بغيكم على انفسكم أى ظلمكم يرجع اليكم كقوله من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها متاع الحياة الدنيا حفص اى تتمتعون متاع الحياة الدنيا وعلى انفسكم خبر لبغيكم غيره بالرفع على أنه خبر بغيكم وعلى أنفسكم صلته كقوله فبغى عليهم ومعناه إنما بغيكم على أمثالكم أو هو خبر ومتاع خبر بعد خبر أو متاع خبر مبتدأ مضمر أى هو متاع الحياة الدنيا وفى الحديث أسرع الخير ثوابا صلة الرحم واعجل الشر عقابا البغى واليمين الفاجرة وروى ثنتان يعجلهما الله فى الدنيا البغى وعقوق الوالدين وعن ابن عباس رضى الله عنهما لو بغى جبل على جبل لدك الباغى وعن محمد بن كعب ثلاث من كن فيه كن عليه البغى والنكث والمكر قال الله تعالى إنما بغيكم على أنفسكم ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله ومن نكث فانما ينكث على نفسه ثم الينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون فنخبركم به ونجازيكم عليه إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء من السحاب فاختلط به بالماء نبات الأرض أى فاشتبك بسببه حتى خالط بعضه بعضا مما ياكل الناس يعنى الحبوب والثمار والبقول والأنعام يعنى الحشيش حتى إذا أخذت الأرض زخرفها زينتها بالنبات واختلاف الوانه وازينت وتزينت به وهو أصله وأدغمت التاء فى الزاى وهو كلام فصيح جعلت الأرض آخذة زخرفها على التمثيل بالعروس إذا أخذت الثياب الفاخرة من كل لون فاكتستها وتزينت بغيرها من