يونس ٢٩ - ٣٣
نحشرهم جميعا ثم نقول للملائكة أهؤلاء إياكم إلى قوله بل كانوا يعبدون الجن فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم أى كفى الله شهيدا وهو تميز أن كنا عن عبادتكم لغافلين أن مخففة من الثقيلة واللام فارقة بينها وبين النافية هنالك فى ذلك المكان أو فى ذلك الوقت على استعارة اسم المكان للزمان تبلوا كل نفس تختبر وتذوق ما أسلفت من العمل فتعرف كيف هو أقبيح أم حسن أنافع أم ضار أمقبول أم مردود وقال الزجاج تعلم كل نفس ما قدمت تتلوا حمزة وعلى أى تتبع ما أسلفت لأن عمله هو الذى هديه إلى طريق الجنة أو النار أو تقرأ فى صحيفتها ما قدمت من خير أو شر كذا عن الاخفش وردوا إلى الله مولاهم الحق ربهم الصادق فى ربوبيته لأنهم كانوا يتولون ماليس لربوبيته حقيقة أو الذى يتولى حسابهم وثوابهم العدل الذى لا يظلم أحدا وضل عنهم ما كانوا يفترون وضاع عنهم ما كانوا يدعون أنهم شركاء لله أو بطل عنهم ما كانوا يختلقون من الكذب وشفاعة الآلهة قل من يرزقكم من السماء بالمطر والأرض بالنبات أمن يملك السمع والأبصار من يستطيع خلقهما وتسويتهما على الحد الذى سويا عليه من القطرة العجيبة أو من يحميها من الآفات مع كثرتها فى المدد الطوال وهما لطيفان يؤذيهما أدنى شيء ومن يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحي أي الحيوان والفرخ والزرع والمؤمن والعالم من النطفة والبيضة والحب والكافر والجاهل وعكسها ومن يدبر الأمر ومن يلى تدبير أمر العالم كله جاء بالعموم بعد الخصوص فسيقولون الله فسيجيبونك عند سؤالك أن القادر على هذه هو الله فقل أفلا تتقون الشرك فى العبودية إذا اعترفتم بالربوبية فذلكم الله أى من هذه قدرته هو الله ربكم الحق الثابت ربوبيته ثباتا لا ريب فيه لمن حقق النظر فماذا بعد الحق إلا الضلال أي لا واسطة بين الحق والضلال فمن تخطى الحق وقع في الضلال فاتى تصرفون عن الحق إلى الضلال وعن التوحيد إلى الشرك كذلك مثل ذلك الحق حقت كلمت ربك كلمات شامى ومدنى أى كما حق وثبت أن الحق بعده الضلال أو كما حق أنهم مصروفون عن الحق فكذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا تمردوا فى كفرهم وخرجوا إلى الحد الأقصى فيه أنهم لا يؤمنون