يونس ٥٠ - ٥٥
المعاش والكسب ماذا يستعجل منه المجرمون أى من العذاب والمعنى أن العذاب كله مكروه موجب للنفور فأى شيء تستعجلون منه وليس شيء منه يوجب الاستعجال والاستفهام فى ماذا يتعلق بأرأيتم لأن المعنى أخبرونى ماذا يتعلق بأرأيتم لأن المعنى أخبرونى ماذا يستعجل منه المجرموون وجواب الشرط محذوف وهو تندموا على الاستعجال أو تعرفوا الخطا فيه ولم يقل ماذا يستعجلون منه لأنه أريدت الدلالة على موجب ترك الاستعجال وهو الاجرام أو ماذا يستعجل منه المجرمون جواب الشرط نحو إن أتيتك ماذا تطعمنى ثم تتعلق الجملة بأرأيتم أو أثم إذا ما وقع العذاب آمنتم به جواب الشرط وماذا يستعجل منه المجرمون اعتراض والمعنى إن اتاكم عذابه آمنتم به بعد وقوعه حين لا ينفعكم الإيمان ودخول حرف الاستفهام على ثم كدخوله على الواو والفاء فى أفأمن أهل القرى أو أمن أهل القرى آلآن على إرادة القول أى قيل لهم إذا آمنوا بعد وقوع العذاب آلآن آمنتم به وقد كنتم به تستعجلون أى بالعذاب تكذيبا واستهزاء آلآن بحذف الهمزة التى بعد اللام والقاء حركتها على اللام نافع ثم قيل للذين ظلموا عطف على قيل المضمر قبل آلآن ذوقوا عذاب الخلد أى الدوام هل تجزون إلا بما كنتم تكسبون من الشرك والتكذيب ويستنبؤنك ويستخبرونك فيقولون احق هو وهو استفهام على جهة الإنكار والاستهزاء والضمير للعذاب الموعود قل يا محمد اي وربى نعم والله إنه لحق إن العذاب كائن لا محالة وما أنتم بمعجزين بفائتين العذاب وهو لاحق بكم لا محالة ولو أن لكل نفس ظلمت كفرت وأشركت وهو صفة لنفس أى ولو أن لكل نفس ظالمة ما فى الأرض فى الدنيا اليوم من خزائنها واموالها لافتدت به لجعلته فدية لها يقال فداه فافتدى ويقال افتداه أيضا بمعنى فداه وأسروا الندامة أمة لما رأوا العذاب واظهروها من قولهم أسر الشيء إذا أظهره أو أخفوها عجزا عن النطق لشدة الأمر فاسر من الأضداد وقضى بينهم بالقسط بين الظالمين والمظلومين دل على ذلك ذكر الظلم وهم لا يظلمون ثم اتبع ذلك الأعلام بأن له الملك كله بقوله ألا إن لله مافى السموات و الأرض فكيف يقبل الفداء و أنه المثيب المعاقب وما وعده من الثواب


الصفحة التالية
Icon