يونس ٩٢ - ٩٤
فى البحر فلما ألجمه الغرق ناوله جبريل عليه السلام خطه فعرفه فاليوم ننجيك نلقيك بنجوة من الأرض فرماه الماء إلى الساحل كأنه ثور ببدنك فى موضع الحال أى فى الحال التى لا روح فيك و إنما أنت بدن أو ببدنك كاملا سويا لم ينقص منه شيء ولم يتغير أو عريانا لست إلا بدنا من غير لباس أو بدرعك وكانت له درع من ذهب يعرف بها وقرأ أبو حنيفة رضى الله عنه بأبدانك وهو مثل قولهم هو باجرامه أى ببدنك كله وافيا بأجزائه أو بدروعك لأنه ظاهر بينها لتكون لمن خلفك آية لمن ورءاك من الناس علامة وهم بنوا إسرائيل وكان فى أنفسهم أن فرعون أعظم شأنا من أن يغرق وقيل أخبرهم موسى بهلاكه فلم يصدقوه فألقاه الله عز و جل على الساحل حتى عاينوه وقيل لمن يأتى بعدك من القرون ومعنى كونه آية أن يظهر للناس عبوديته وان ما كان يدعيه من الربوبية محال و أنه مع ما كان عليه من عظيم الملك آل امره إلى ما ترون لعصاينه ربه فما الظن بغيره و إن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون ولقد بوأنا بنى إسرائيل مبوا صدق منزلا صالحا مرضيا وهو مصر والشام ورزقناهم من الطيبات فما اختلفوا فى دينهم حتى جاءهم العلم أى التوراة وهم اختلفوا فى تأويلها كما اختلف أمة محمد صلى الله عليه و سلم فى تأويل الآيات من القرآن أو المراد العلم بمحمد واختلاف بنى اسرائل وهم أهل الكتاب اختلافهم فى صفته أنه هو أم ليس هو بعد ما جاءهم العلم أنه هو أن ربك يقضى بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون يميز المحق من المبطل ويجزى كلا جزءاه فإن كنت فى شك مما انزلنا اليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك لما قدم ذكر بنى إسرائيل وهم قراء الكتاب ووصفهم بان العلم قد جاءهم لأن أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم مكتوب فى التوارة والانجيل وهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم أراد أن يؤكد علمهم بصحة القرآن وبصحة نبوته صلى الله عليه و سلم ويبالغ فى ذلك فقال فإن وقع لك شك فرضا وتقديرا وسبيل من خالجته شبهة أن يسارع إلى حلها بالرجوع إلى قوانين الدين وأدلته أو بمباحثة العلماء فسل علماء أهل الكتاب فإنهم من الإحاطة بصحة ما أنزل اليك بحيث يصلحون لمراجعة مثلك فضلا عن غيرك فالمراد وصف الأخبار بالرسوخ فى العلم بصحة ما أنزل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم لا وصف رسول الله صلى الله عليه و سلم بالشك فيه ثم قال لقد جاءك الحق من ربك أى ثبت عندك بالآيات الواضحة والبراهين اللائحة أن ما أتاك


الصفحة التالية
Icon