هود ١٢ - ١٤
أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك وكانوا لا يعتدون بالقرآن ويتهاونون به فكان يضيق صدر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يلق اليهم مالا يقبلونه ويضحكون منه فهيجه لأداء الرسالة وطرح المبالاة بردهم واستهزائهم واقتراحهم بقوله فلعلك تارك بعض ما يوحى اليك أى لعلك تترك أن تلقيه اليهم وتبلغه إياهم مخافة ردهم له وتهوانهم به وضائق به صدرك بأن تتلوه عليه ولم يقل ضيق ليدل على أنه ضيق عارض غير ثابت لأنه عليه السلام كان أفسح الناس صدرا و لأنه أشكل بتارك أن يقولوا مخافة أن يقولوا لولا أنزل عليه كنزا أو جاء معه ملك هلا أنزل عليه ماافترضنا من الكنز لننفقه والملائكة لنصدقة ولم أنزل عليه مالا نريده ولا نقترحه إنما أنت نذير أى ليس عليك إلا أن تنذرهم بما أوحى اليك وتبلغهم ما أمرت بتبليغه ولا عليك أن ردوا أو تهاونوا والله على كل شيء وكيل يحفظ ما يقولون وهو فاعل بهم ما يجب أن يفعل فتوكل عليه وكل امرك إليه وعليك بتبليغ الوحى بقلب فيسح وصدر منشرح غير ملتفت إلى استكبارهم ولا مبال بسفههم واستهزائهم أم يقولون أم منقطعة افتراه الضمير لما يوحى اليك قل فأتوا بعشر سور تحداهم أولا بعشر سور ثم بسورة واحدة كما يقول المخابر فى الخط لصاحبه اكتب عشرة أسطر نحو ما اكتب فإذا تبين له العجز عن ذلك قال قد اقتصرت منك على سطر واحد مثله فى الحسن والجزالة ومعنى مثله أمثاله ذهابا إلى مماثله كل واحدة منها له مفتريات صفة لعشر سور لما قالوا افتريت القرآن واختلقته من نفسك وليس من عند الله أرخى معهم العنان وقال هبوا إنى اختلقته من عند نفسى فأتوا أنتم أيضا بكلام مثله مختلق من عند أنفسكم فأنتم عرب فصحاء مثلى وادعوا من استطعتم من دون الله إلى المعاونة على المعارضة إن كنتم صادقين أنه مفترى فإلم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله و أن لا إله إلا هو أى أنزل ملتبسا بمالا يعلمه إلا الله من نظم معجز للخلق واخبار بغيوب لا سبيل لهم إليه واعملوا عند ذلك أن لا إله إلا الله وحده و أن توحيده واجب والاشراك به ظلم عظيم و إنما جمع الخطاب بعد افراده وهو قوله لكم فاعلموا بعد قوله قل لأن الجمع لتعظيم رسول الله صلى الله عليه و سلم أو لأن رسول الله صلى الله عليه و سلم والمؤمنين كانوا يحدثونهم أو لأن الخطاب


الصفحة التالية
Icon