هود ١٤ - ١٨
للمشركين والضمير فى فإن لم يستجيبوا لمن استطعتم أى فإن لم يستجب لكم من تدعونه من دون الله إلى المظاهرة على المعارضة لعلمهم بالعجز عنه فاعلموا أنما أنزل بعلم الله أى باذنه أو بأمره فهل انتم مسلمون متبعون للاسلام بعد هذه الحجة القاطعة ومن جعل الخطاب للمسلمين فمعناه فاثبتوا على العلم الذى انتم مسلمون مخلصون من كان يريد الحيوة الدنيا وزينتها نوف اليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون نوصل اليهم أجور أعمالهم وافية كاملة من غير بخس فى الدنيا وهو ما يرزقون فيها من الصحة الرزق وهم الكفار أو المنافقون أولئك الذين ليس لهم فى الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وحبط فى الآخرة ما صنعوه أو صنيعهم أى لم يكن لهم ثواب لأنهم لم يريدوا به الآخرة إنما أرادوا به الدنيا وقد وفى ما أرادوا وباطل ما كانوا يعملون أى كان عملهم فى نفسه باطلا لأنه لم يعلم لغرض صحيح والعلم الباطل لا ثواب له أفمن كان على بينة من ربه أمن كان يريد الحياة الدنيا كمن كان على بينة من ربه أى لا يعقبونهم فى المنزلة ولا يقاربونهم يعنى أن بين الفريقين تباينا بينا وأراد بهم من آمن من اليهود كعبد الله بن سلام وغيره كان على بينة من ربه أى على برهان من الله وبيان أن دين الإسلام حق وهو دليل العقل ويتلوه ويتبع ذلك البرهان شاهد يشهد بصحته وهو القرآن منه من الله أو من االقران فقد مر ذكره آنفا ومن قبله و من قبل القرآن كتاب موسى وهو التوراة أى ويتلو ذلك البرهان أيضا من قبل القرآن كتاب موسى عليه السلام اماما كتابا مؤتما به فى الدين قدوة فيه ورحمة ونعمة عظيمة على المنزل اليهم وهما حالان اولئك أى من كان على بينة يؤمنون به بالقرآن ومن يكفر به بالقرآن من الأحزاب يعنى أهل مكة ومن ضامهم من المتحزبين على رسول الله صلى الله عليه و سلم فالنار موعده مصيره ومورده فلاتك فى مرية شك منه من القرآن أو من الموعد إنه الحق من ربك ولكن اكثر الناس لا يؤمنون ومن أظلم ممن افترى على الله كذابا أولئك يعرضون على ربهم يحبسون فى الموقف