هود ١٨ - ٢٤
وتعرض أعمالهم ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ويشهد عليهم الأشهاد من الملائكة والنبيين بأنهم الكذابون على الله بأنه اتخذ ولدا وشريكا ألا لعنة الله على الظالمين الكاذبين على ربهم والأشهاد جمع شاهد كأصحاب وصاحب أو شهيد كشريف وأشراف الذين يصدون عن سبيل الله يصرفون الناس عن دينه ويبغونها عوجا يصفونها بالاعوجاج وهي مستقيمة أو يبغون أهلها أن يعرجوا بالارتداد وهم بالآخرة هم كافرون هم الثانية لتأكيد كفرهم بالآخرة واختصاصهم به أولئك لم يكونوا أى ما كانوا معجزين فى الارض بمعجزين الله فى الدنيا أن يعاقبهم لو أراد عقابهم وما كان لهم من دون الله من اولياء من يتولاهم فينصرهم منه ويمنعهم من عقابه ولكنه أراد إنظارهم وتأخير عقابهم إلى هذا اليوم وهو من كلام الأشهاد يضاعف لهم العذاب لأنهم أضلوا الناس عن دين الله يضعف مكى وشامى ما كانوا يستطيعون السمع أى استماع الحق وما كانوا يبصرون الحق أولئك الذين خسروا أنفسهم حيث اشتروا عبادة الآلهة بعبادة الله وضل عنهم وبطل عنهم وضاع ما اشتروه وهو ما كانوا يفترون من الآلهة وشفاعتها لا جرم أنهم فى الآخرة هم الاخسرون بالصد والصدود وفى لا جرم أقوال أحدها أن لا رد لكلام سابق أى ليس الامر كما زعموا ومعنى جرم كسب وفاعله مضمر وانهم فى الآخرة فى محل النصب والتقدير كسب قولهم خسرانهم فى الآخرة وثانيها أن لا جرم كلمتان ركبتا فصار معناهما حقا و أن فى موضع رفع بأنه فاعل لحق أى حق خسرانهم وثالثها أن معناه لا محالة إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم واطمأنوا إليه وانقطعوا إلى عبادته بالخشوع والتواضع من الخبث وهى الأرض المطمئنة أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع شبه فريق الكافرين بالأعمى