هود ٢٤ - ٢٨
والأصم وفريق المؤمنين بالبصير والسميع هل يستويان يعنى الفريقين مثلا تشبيها وهو نصب على التمييز أفلا تذكرون فتنفعون بضرب المثل ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه إنى لكم نذير مبين أى بانى والمعنى أرسلناه ملتبسا بهذا الكلام وهو قوله إنى لكم نذير مبين بالكسر فلما اتصل به الجار فتح كما فتح فى كان والمعنى على الكسر وبكسر الألف شامى ونافع وعاصم وحمزة على إرادة القول أن لا تعبدوا إلا الله أن مفسرة متعلقة بأرسلنا أو بنذير إنى أخاف عليكم عذاب يوم أليم وصف اليوم بأليم من الإسناد المجازى لوقوع الأمل فيه فقال الملأ الذين كفروا من قومه يريد الاشراف لأنهم يملئون القلوب هيبة والمجالس أبهة ولانهم ملئوا بالأحلام والآراء الصائبة ما نراك إلا بشرا مثلنا ارادوا أنه كان ينبغى أن يكون ملكا أو ملكا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا أخساؤنا جمع الأرذل بادى وبالهمزة أبو عمرو الرأى وبغير همز أبو عمرو أى اتبعوك ظاهر الرأي أو أول الرأي من بدا يبدو إذا ظهر أو بدأ يبدأ إذا فعل الشيء أولا وانتصابه على الظرف أصله وقت حدوث ظاهر رأيهم أو أول رأيهم فحذف ذلك وأقيم المضاف إليه مقامه أرادوا أن اتباعهم لك شيء عن لهم بديهة من غير روية ونظر ولو تفكروا ما اتبعوك و إنما استرذلوا المؤمنين لفقرهم وتأخرهم فى الأسباب الدنيوية لأنهم كانوا جهالا ما كانوا يعلمون إلا ظاهرا من الحياة الدنيا فكان الأشراف عندهم من له جاه وما كما ترى اكثر المتسمين بالإسلام يعتقدون ذلك ويبنون عليه إكرامهمم وإهانتهم ولقد زل عنهم أن التقدم فى الدنيا لا يقرب أحدا من الله و إنما يبعده ولا يرفعه بل يضعه وما نرى لكم علينا من فضل فى مال ورأى عنوا نوحا وأتباعه بل نظنكم كاذبين اي نوحا فى الدعوة ومتبعيه فى الإجابة والتصديق يعنى تواطأتم على الدعوة والإجابة تسبيبا للرياسة قال يا قوم أرأيتم أخبروني إن كنت على بينة برهان من ربي وشاهد منه يشهد بصحة دعواى وآتانى رحمة من عنده يعني النبوة فعميت عليكم اي خفيت فعميت حمزة وعلى وحفص أى أخفيت أى فعميت عليكم البينة فلم تهدكم كما لو عمى على القوم دليلهم فى المفازة بقوا بغير هاد وحقيقته أن الحجة كما جعلت بصيرة ومبصرة جعلت عمياء لأن الأعمى


الصفحة التالية
Icon