هود ٣٩ - ٤١
روى أن نوحا عليه السلام اتخذ السفينة من خشب الساج فى سنتين وكان طولها ثلثمائة ذراع أو الفا ومائتى ذراع وعرضها خمسون ذراعا أو ستمائة ذراع وطولها فى السماء ثلاثون ذراعا وجعل لها ثلاثة بطون فحمل فى البطن الأسفل الوحوش والسباع والهوام وفى البطن الاوسط الدواب والانعام وركب نوح ومن معه فى البطن الاعلى مع ما يحتاج إليه من الزاد وحمل معه جسد آدم عليه السلام وجعله حاجزا بين الرجال والنساء فسوف تعلمون من يأيته من فى محل نصب يتعلمون أى فسوف تعلمون الذى يأتيه عذاب يخزيه ويعنى به إياهم ويريد بالعذاب عذاب الدنيا وهو الغرق ويحل عليه وينزل عليه عذاب مقيم وهو عذاب الآخرة حتى هى التى يبتدا بعدها الكلام أدخلت على الجملة من الشرط والجزاء وهى غاية لقوله ويصنع الفلك أى وكان يصنعها إلى أن جاء وقت الموعد وما بينهما من الكلام حال من يصنع أى يصنعها والحال أنه كلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه وجواب كلما سخروا وقال استئناف على تقدير سؤال سائل أو قال جواب وسخروا بدل من مر أو صفة لملأ إذا جاء أمرنا عذابنا وفار التنور هو كناية عن اشتداد الأمر وصعوبته وقيل معناه جاش الماء من تنور الخبز وكان من حجر لحواء فصار إلى نوح عليه السلام وقيل التنور وجه الأرض قلنا احمل فيها فى السفينة من كل زوجين اثنين تفسيره فى سورة ا٤لمؤمنين واهلك إلا من سبق عليه القول عطف على اثنين وكذا ومن آمن أى واحمل اهلك والمؤمنين من غيرهم واستثنى من أهله من سبق عليه القول أنه من أهل النار وما سبق عليه القول بذلك إلا للعلم بأنه يختار الكفر بتقديره وارادته جل خالق العباد عن أن يقع فى الكون خلاف ما أراد وما آمن معه إلا قليل قال عليه السلام كانوا ثمانية نوح وأهله وبنوه الثلاثة ونساؤهم وقيل كانوا عشرة خمسة رجال وخمس نسوة وقيل كانوا اثنين وسبعين رجالا ونساء وأولاد نوح سام وحام ويافث ونساؤهم فالجميع ثمانية وسبعون نصفهم رجال ونصفهم نساء وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها بسم الله متصل باركوا حالا من الواو أى اركبوا فيها مسمين الله أو قائلين بسم الله وقت إجرائها ووقت ارسائها اما لأن المجرى والمرسى للوقت واما لانهما مصدران كالاجراء والارساء حذف منهما الوقت المضاف كقولهم خفوق النجم ويجوز أن يكون بسم الله مجراها ومرساها جملة برأسها غير متعلقة بما قبلها وهى مبتدأ وخبر يعنى أن نوحا عليه السلام أمرهم بالركوب ثم أخبرهم بأن


الصفحة التالية
Icon