هود ٤٦ - ٤٩
... فانما هى إقبال وإدبار...
أو التقدير أنه ذو عمل وفيه اشعار بانه إنما انجى من أنجى من أهله لصلاحهم لا لأنهم أهله وهذا لما انتفى عنه الصلاح لم تنفعه ابوته عمل غير صالح على قال الشيخ أبو منصور رحمه الله كان عند نوح عليه السلام أن ابنه كان على دينه لأنه كان ينافق و إلا لايحتمل أن يقول ابنى من اهلى ويسأله نجاته وقد سبق منه النهى عن سؤال مثله بقوله ولا تخاطبنى فى الذين ظلموا أنهم مغرقون فكان يسأله على الظاهر الذى عنده كما كان أهل النفاق يظهرون الموافقة لنبينا عليه السلام ويضمرون الخلاف له ولم يعلم بذلك حتى اطلعه الله عليه وقوله ليس من أهلك أى من الذين وعدت النجاة لهم وهم المؤمنون حقيقة فى السر والظاهر فلا تسألن اجتزا بالكسرة عن الياء كوفى تسألنى بصرى نسألنى مدنى تسألن شامى فحذف الياء واجتزأ بالكسرة والنون نون التوكيد تسألن مكى ما ليس لك به علم بجواز مسألته إنى أعظك أن تكون من الجاهلين هو كما نهى رسولنا بقوله فلا تكونن من الجاهلين قال رب إنى أعوذ بك أن أسألك ما ليس لى به علم أى من أن أطلب منك فى المستقبل مالا علم لى بصحته تأدبا بأدبك واتعاظا بموعظتك و إلا تغفر لى ما فرط منى وترحمنى بالعصمة عن العود إلى مثله أكن من الخاسرين قيل يا نوح اهبط بسلام منا بتحية منا أو بسلامة من الغرق وبركات عليك هى الخيرات النامية وهى فى حقه بكثرة ذريته وأتباعه فقد جعل اكثر الانبياء من ذريته وأئمة الدين فى القرون البقاية من نسله وعلى أمم ممن معك من للبيان فتراد الأمم الذين كانوا معه فى السفينة لأنهم كانوا جماعات أو قيل لهم أمم لأن الأمم تتشعب منهم أو لابتداء الغاية أى على امم ناشئة من معك وهى الامم إلى آخر الدهر وهو الوجه وامم رفع بالابتداء سنمتعهم فى الدنيا بالسعة فى الرزق والحفض فى العيش صفة والخبر محذوف تقديره وممن معك امم سنمتعهم إنما حذف لأن ممن معك يدل عليه ثم يمسهم منا عذاب أليم أى فى الآخرة والمعنى أن السلام منا والبركات عليك وعلى أمم مؤمنين ينشؤن ممن معك وممن معك اهم ممتعون بالدنيا منقلبون إلى النار نوح عليه السلام أبا الانبياء والخلق بعد الطوفان منه وممن كان معه فى السفينة وعن محمد بن كعب دخل فى ذلك السلام كل مؤمن ومؤمنة إلى يوم القيامة وفيما بعده من المتاع والعذاب كل كافر تلك إشارة إلى قصة


الصفحة التالية
Icon