هود ٤٩ - ٥٢
نوح عليه السلام ومحلها الرفع على الابتداء والجمل بعدها وهى من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعملها أنت ولا قومك اخبار أى تلك القصة بعض أنباء الغيب موحاة اليك مجهولة عندك وعند قومك من قبل هذا الوقت أو من قبل ايحائى اليك واخبارك بها فاصبر على تبليغ الرسالة واذى قومك كما صبر نوح وتوقع فى العاقبة لك ولمن كذبك نحو ما كان لنوح ولقومه إن العاقبة فى الفوز والنصر والغلبة للمتقين عن الشرك و إلى عاد اخاهم واحدا منهم وانتصابه للعطف على ارسلنا نوحا أى وأرسلنا إلى عاد أخاهم هودا عطف بيان قال يا قوم اعبدوا الله وحدوه مالكم من إله غيره بالرفع نافع صفة على محل الجار والمجرور بالجر على على اللفظ إن أنتم إلا مفترون تفترون على الله الكذب باتخاذكم الاوثان له شركاء يا قوم لا اسئلكم عليه أجرا إن أجرى إلا على الذى فطرنى ما من رسول الا واجه قومه بهذا القول لأن شانهم النصيحة والنصيحة لا يمحضها إلا حسم المطامع وما دام يتوهم شيء منها لم تنجح ولم تنفع أفلا تعقلون إذ تردون نصيحة من لا يطلب عليها أجرا إلا من الله وهو ثواب الآخرة ولا شيء أنفى للتهمة من ذلك ويا قوم استغفروا ربكم آمنوا به ثم توبوا إليه من عبادة غيره يرسل السماء أى المطر عليكم مدرارا حال أى كثيرة الدرور ويزدكم قوة الى قوتكم إنما قصد استمالتهم إلى الايمان بكثرة المطر وزيادة القوة لأنهم كانوا أصحاب زروع وبساتين فكانوا أحوج شيء إلى الماء وكانوا مدلين بما أوتوا من شدة البطش والقوة وقيل أراد القوة بالمال أو على النكاح وقيل حبس عنهم القطر ثلاث سنين وعقمت أرحام نسائهم فوعدهم هود عليه السلام المطر والاولاد على الإيمان والاستغفار وعن الحسن بن على رضى الله عنهما أنه وفد على معاوية فلما خرج قال له بعض حجابه إنى رجل ذو مال ولا يولد لى علمنى شيئا لعل الله يرزقنى ولدا فقال الحسن عليك بالاستغفار فكان يكثر الاستغفار حتى ربما استغفر في يوم واحد سبعمائة مرة فولد له عشر بنين فبلغ ذلك معاوية فقال هلا سألته مم قال ذلك فوفد وفدة أخرى فسأله