هود ٥٢ - ٥٧
الرجل فقال ألم تسمع قول هود و يزدكم قوة إلى قوتكم وقول نوح عليه السلام ويمددكم بأموال وبنين ولا تتولوا ولا تعرضوا عنى وعما أدعوكم إليه مجرمين مصرين على إجرامكم وآثامكم قالوا يا هود ما جئتنا ببينة كذب منهم وجحود كما قالت قريش لرسول الله صلى الله عليه و سلم لولا أنزل عليه آية من ربه مع فوت آياته الحصر وما نحن بتاركى ءالهتنا عن قولك هو حال من الضمير فى تاركى آلهتنا كأنه قيل وما نترك آلهتنا صادرين عن قولك وما نحن لك بمؤمنين وما يصح من امثالنا أن يصدقوا مثلك فيما يدعوهم إليه اقناطا له من الإجابة إن نقول إلا اعتراك بعض ءالهتنا بسوء إن حرف نفى فنفى جميع القول إلا قولا واحدا وهو قولهم اعتراك أصابك بعض آلهتنا بسوء بجنون وخبل وتقديره ما نقول قولا إلا هذه المقالة أى قولنا اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال إنى أشهد الله واشهدوا أنى برئ مما تشركون من دونه أى من إشراككم ألهة من دونه والمعنى إنى أشهد الله أنى برئ مما تشركون واشهدوا أنتم أيضا إنى برئ من ذلك وجئ به على لفظ الأمر بالشهادة كما يقول الرجل لمن يبس الثرى بينه وبينه اشهد على إنى لا أحبك تهكما به واستهانة بحاله فكيدونى جميعا أنتم وآلهتكم ثم لا تنظرون لا تمهلون فانى لا أبالى بكم وبكيدكم ولا أخاف معرتكم و إن تعاونتم على وكيف تضرنى آلهتكم وما هى إلا جماد لا يضرو لا ينفع وكيف تنتقم منى إذا نلت منها وصددت عن عبادتها بأن تخبلنى وتذهب بعقلى إنى توكلت على الله ربى وربكم ما من دابة إلا هو ءاخذ بناصيتها أى مالكها لما ذكر توكله على الله وثقته بحفظه وكلاءته من كيدهم وصفه بما يوجب التوكل عليه من اشتمال ربوبيته عليه وعليهم ومن كون كل دابة فى قبضته وملكته وتحت قهره وسلطانه والأخذ بالناصية تمثيل لذلك إن ربى على صراط مستقيم إن ربى على الحق لا يعدل عنه أو إن ربى يدل على صراط مستقيم فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم هو فى موضع فقد ثتبتت الحجة عليكم ويستخلف ربى قوما غيركم كلام مستانف أى ويهلككم الله ويجئ بقوم اخرين يخلفونكم فى دياركم واموالكم ولا تضرونه تبوليكم شيئا من ضرر قط إذ لا يجوز عليه المضار و إنما تضرون أنفسكم إن ربى على كل شيء