هود ٥٧ - ٦٢
حفيظ رقيب عليه مهيمن فما تخفى عليه أعمالكم ولا يغفل عن مؤاخذتكم أو من كان رقيبا على الأشياء كلها حافظا لها وكانت الأشياء مفتقرة إلى حفظه عن المضار لم يضر مثله مثلكم ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه وكانوا أربعة آلاف برحمة منا أى بفضل منا لابعملهم أو بالإيمان الذى أنعمنا عليهم ونجيناهم من عذاب غليظ وتكرار نجينا للتاكيد أو الثانية من عذاب الاخرة ول٤ا عذاب أغلظ منه وتلك عاد إشارة إلى قبورهم وآثارهم كأنه قال سبحوا فى الأرض فانظروا اليها واعتبروا ثم استأنف وصف أحوالهم فقال جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله لأنهم إذا عصوا رسولهم فقد عصوا جميع رسل الله لا نفرق بين أحد من رسله واتبعوا أمر كل جبار عنيد يريد رؤساءهم ودعاتهم إلى تكذيب الرسل لأنهم الذين يجبرون الناس على الامور ويعاندون ربهم ومعنى اتباع امرهم طاعتهم واتبعوا فى هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة لما كانوا تابعين لهم دون الرسل جعلت اللعنة تابعة لهم فى الدارين ألا أن عادا كفروا ربهم ألا بعدا لعاد تكرار إلا مع النداء على كفرهم والدعاء عليهم تهويل لأمرهم وبعث على الاعتبار بهم والحذر من مثل حالهم والدعاء ببعدا بعد هلاكهم وهو دعاء بالهلاك للدلالة على أنهم كانوا مستاهلين له قوم هود عطف بيان لعاد وفيه فائدة لأن عادا عادان الاولى القديمة التى هى قوم هود والقصة فيهم و الاخرى إرم والى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره هو انشأكم من الأرض لم ينشئكم منها إلا هو وانشاوهم منها خلق آدم من التراب ثم خلقهم من آدم واستعمركم فيها وجعلكم عمارها وأراد منكم عمارتها أو استعمركم من العمر أى اطال اعماركم فيها وكانت اعمارهم من ثلثمائة إلى ألف وكان ملوك فارس قد أكثروا من حفر الانهار وغرس الأشجار وعمروا الأعمار الطوال مع مافيهم من الظلم فسأل نبى من أنبياء زمانهم ربه عن سبب تعميرهم فاوحى الله إليه أنهم عمروا بلادى فعاش فيها عبادى فاستغفروه فاسألوه مغفرته بالإيمان ثم توبوا إليه إن ربى قريب دانى الرحمة مجيب لمن دعاه قالوا يا صالح قد كنت فينا فيما بيننا مرجواقبل هذا للسيادة والمشاورة فى الامور أو كنا نرجو أن تدخل فى ديننا وتوافقنا


الصفحة التالية
Icon