هود ٦٢ - ٦٦
على ما نحن عليه أتنهانا أن يعبد ما يبعد آباؤنا حكاية حال ماضية وإننا لفى شك مما تدعونا إليه من التوحيد مريب موقع فى الريبة من أرابه إذا أوقعه فى الريبة وهى قلق النفس وانتفاء الطمأنينة قال يا قوم ارأيتم أن كنت على بينة من ربى وآتانى منه رحمة نبوة إتى بحرف الشك مع أنه على يقين أنه على بينة لأن خطابه للجاحدين فكأنه قال قدروا إنى على بينة من ربى و أننى نبى على الحقيقة وانظروا إن تابعتكم وعصيت ربى فى أوامره فمن ينصرنى من الله فمن يمنعنى من عذاب الله إن عصيته فى تبليغ رسالته ومنعكم عن عبادة الاوثان فما تزيدوننى بقولكم أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا غير تخسير بنسبتكم إياى إلى الخسار أو بنسبتى إياكم إلى الخسران ويا قوم هذه ناقة الله لكم آية نصب على الحال قد عمل فيها مادل عله اسم الإشارة من معنى الفعل ولكم متعلق بآية حالا منها متقدمة لانها لو تاخرت لكانت صفة لها فلما تقدمت انتصبت على الحال فذروها تأكل فى ارض الله أى ليس عليكم رزقها مع أن لكم نفعها ولا تمسوها بسوء عقر أو نحر فيأخذكم عذاب قريب عاجل فعقروها يوم الاربعاء فقال صالح تمتعوا استمتعوا بالعيش فى داركم فى بلدكم وتسمى البلاد الديار لأنه يدار فيها أى يتصرف أو فى دار الدنيا ثلاثة أيام ثم تهلكون فهلكوا يوم السبت ذلك وعد غير مكذوب أى غير مكذوب فيه فاتسع فى الظرف بحذف الحرف وإجرائه مجرى المفعول به أو وعد غير كذب على أن المكذوب مصدر كالمعقول فلما جاء أمرنا بالعذاب أو عذابنا نجينا صالحا والذين آمنوا معه برحمة منا قال الشيخ رحمه الله هذا يدل على أن من نجى إنما نجى برحمة الله تعالى لا بعمله كما قال عليه السلام لا يدخل أحد الجنة إلا برحمة الله ومن خزى يومئذ بإضافة الخزى إلى اليوم وانجرار اليوم بالإضافة وبفتحها مدنى وعلى لأنه مضاف إلى إذ وهو مبنى وظروف الزمان إذا أضيفت إلى الأسماء المبهمة والأفعال الماضية بنيت واكتسبت البناء من المضاف إليه كقوله


الصفحة التالية
Icon