هود ٧٢ - ٧٥
أى فبشرناها بإسحاق ووهبنا لها يعقوب من وراء اسحق وبالرفع غيرهم على الابتداء والظرف قبله خبر كما تقول فى الدار زيد قالت يا ويلتا الالف مبدلة من ياء الإضافة وقرأ الحسن يا ويلتى بالياء على الأصل أألد و أنا عجوز ابنة تسعين سنة وهذا بعلى شيخا ابن مائة وعشرين سنة هذا مبتدأ وبعلى خبره وشيخنا حال والعامل معنى الإشارة التى دلت عليه ذا أو معنى التنبيه الذى دل عليه هذا إن هذا لشيء عجيب أن يولد ولد من هرمين وهو استبعاد من حيث العادة قالوا اتعجبين من أمر الله قدرته وحكمته و إنما انكرت الملائكة تعجبها لانها كانت فى بيت الآيات ومهبط المعجزات و الامور الخارقة للعادات فكان عليها أن تتوقر ولا يزدهيا ما يزدها سائر النساء الناشئات فى غير بيت النبوة و أن تسبح الله وتمجده مكان التعجيب و إلى ذلك أشارت الملائكة حيث قالوا رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت ارادوا أن هذه وامثالها مما يكرمكم به رب العزة ويخصكم بالإنعام به يا أهل بيت النبوة فليست بمكان عجيب وهو كلام مستأنف علل به انكار التعجب كأنه قيل إياك والتعجب لأن أمثال هذه الرحمة والبركة متكاثرة من الله عليكم وقيل الرحمة النبوة والبركات الاسباط من بنى اسرائيل لأن الأنبياء منهم وكلهم من ولد إبراهيم و أهل البيت نصت على النداء أو على الاختصاص إنه حميد محمود بتعجيل النعم مجيد ظاهر الكرم بتأجيل النقم فلما ذهب عن إبراهيم الروع الفزع وهو ما اوجس من الخيفة حين نكر أضيافه وجاءته البشرى بالولد يجادلنا فى قوم لوط أى لما اطمأن قلبه بعد الخوف وملئ سرورا بسبب البشرى فزغ للمجادلة وجواب لما محذوف تقديره أقبل يجادلنا أو يجادلنا جواب لما و إنما جيء به مضارعا لحكاية الحال والمعنى يجادل رسلنا ومجادلته إياهم أنهم قالوا انا مهلكوا أهل هذه القرية فقال أرأيتم لو كان فهيا خمسون مؤمنا أتهلكونها قالوا لا قال فأربعون قالوا لا قال فثلاثون قالوا لا حتى بلغ العشرة قالوا لا قال أرأيتم إن كان فيها رجل واحد مسلم اتهلكونها قالوا لا فعند ذلك قال إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إن إبراهيم لحليم غير عجول على كل من أساء إليه أو كثير الاحتمال ممن آذاه صفوح عمن عصاه أواه كثير التأوه من خوف الله منيب تائب راجع إلى الله وهذه الصفات دالة على رقة القلب والرأفة والرحمة فبين أن ذلك مما حمله على المجادلة فيهم رجاء أن يرفع عنهم العذاب ويمهلوا لعلهم يحدثون


الصفحة التالية
Icon